تحوّل أحمد أويحيى إلى المتهم رقم واحد والمطلوب الأول ككبش فداء، اعتقادا من أجنحة داخل النظام بأن التضحية به وتقديمه قربانا في هذه الأزمة، من شأنه من جهة الحفاظ على ديمومة "السيستام" أو بقاياه وعدم اندثاره كليا، تحسبا لإعادة رسكلته مستقبلا. ومن جهة ثانية، امتصاص غضب الحراك الشعبي وإعطائه الانطباع بأنه تمت الاستجابة لرغباته، بالرغم من أن أويحيى ليس سوى الوجه الظاهر و"البرشوك" لعربة الفساد المتغلغلة داخل دهاليز النظام.
أمام انتقال الحراك الشعبي، من المطالبة بإلغاء الخامسة والتمديد الى ضرورة رحيل "النظام" بمختلف أوجهه ورموزه وشبكات المصالح المرتبطة به، دفع النظام بزبانيته وحوارييه لمحاولة توجيه الأنظار فقط إلى رمز من رموزه وهو أحمد أويحيى باعتباره الحلقة الضعيفة شعبيا، لأنه بالنسبة للجزائريين معروف بـ "صاحب المهام القذرة"، وذلك بالسعي إلى تحميله "كل المصائب" التي وقعت في البلاد، وكأنه كان هو الكل في الكل أو يمثل السلطة كلها وحده. وعلى نفس طريقة التضحية بالشريف مساعدية غداة أحداث 5 أكتوبر 88، بعدما قال المتظاهرون "مساعدية سراق المالية"، يجري اليوم أيضا على نفس المنوال، عقب حراك الشارع المطالب برحيل النظام، إخراج أحمد أويحيى إلى الساحة منفردا لتقديمه قربانا لإشفاء غليل المتظاهرين، اعتقادا من أجنحة داخل النظام، أن حرق مثل هذا "الكارت" كفيل بتهدئة الشارع وامتصاص الحراك الشعبي. يحدث هذا لأن النظام عندما يصل لنقطة الانسداد، مستعد لأكل أبنائه أو ضرب بعضهم بعضا من أجل إنقاذ نفسه من الانهيار الكامل، والعمل بعدها لإعادة بناء نفسه من جديد بوجوه جديدة في الواجهة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات