أكد الخبير الأمني أكرم خريف أن الحكومة العسكرية في باماكو لم تجد لمواجهة أزماتها الداخلية والخارجية إلا العنف وترهيب الشعب، باستعمال ميليشيات مسلحة، وخلق أعداء وهميين في الخارج، على غرار الجزائر ودول "إيكواس".
وقال أكرم خريف، في تصريح لـ"الخبر"، إن الحكومة المالية في حالة توحد وهي جد معزولة ولم يبق لها من حليف دولي إلا روسيا والدول القلة التي انتهجت نفس المسار في الوصول إلى الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية. وتابع: "هي حكومة مرفوضة داخليا، تمنع أي نشاط سياسي داخلي ولم تعط أي تلميح أو مؤشر على وجود أي مسار سياسي للخروج من المرحلة الانتقالية التي يسودها حكم مطلق لطغمة عسكرية".
وأضاف: "نفس الحكومة تعاني من أزمات اقتصادية خانقة وتواجه الإرهاب على العديد من الجبهات، إضافة إلى غضب سكان الشمال في منطقة الأزواد الذين يأسوا بعد توقيف العمل باتفاق السلام الموقع سنة 2015 في الجزائر، وهو ما عزز رغبتهم في الانفصال"، وبالتالي لم يبق لمن يحكم باماكو، حسب المتحدث، إلا حل العنف والترهيب تجاه الشعب وهذا باستعمال ميليشيات "فاغنر" وخلق أعداء وهميين في الخارج مثل الجزائر فرنسا و"إيكواس".
وأكد خريف أن سبب تأزم العلاقات هو الزمرة التي تحكم مالي، التي تواجه ضغوطات داخلية كبيرة تجعلها مطالبة بإثبات أنها قادرة على السيطرة على كامل أجزاء البلد حتى وإن كان ذلك باستعمال القوة. كما يرى أن انعكاسات الأزمة ستمس بدرجة كبيرة المواطنين الماليين الذين يعيشون على الشريط الحدودي مع الجزائر، لأنهم يتعرضون للقصف العشوائي، وبصفة عامة سكان شمال مالي الذين يواجهون عنف وبطش الجيش المالي والميليشيات المختلفة في حياتهم اليومية، ما يضطرهم إلى النزوح نحو الجزائر.
- الوطن
- 10-04-2025
- 09:26
غويتا يقود الساحل نحو الفوضى والعزلة
وضع قرار غلق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات المدنية والعسكرية المتجهة وإلى مالي، الجارة الجنوبية للجزائر، حالة شبه حصار بري وجوي، فجمهورية...
كما أشار المتحدث إلى أثر آخر سيمس التجار الجزائريين الذين يصعب عليهم التنقل والاسترزاق في شمال مالي، لافتا إلى أنه لحسن الحظ أن السلطات المالية لا تسيطر على المنطقة الحدودية ومن غير المتوقع أن تقدم على أي فعل عدائي ضد الجزائر برا أو جوا.
واستبعد خريف إمكانية تطور التوتر إلى تصعيد عسكري ومواجهة بين البلدين، لأسباب عدة من بينها عدم وجود تمركز للجيش المالي شمالا على الحدود مع الجزائر وعدم وجود رغبة جزائرية في الذهاب نحو الحل العسكري، وذكر في السياق أن الجيش الوطني الشعبي لقن الحكومة المالية درسا مريرا بإسقاط أبرز مسيرة تمتلكها قوات باماكو عقب اختراقها الإقليم الجوي للجزائر.
وأردف خريف أن استعمال المسيرات من طرف الجيش المالي بدأ تزامنا مع تدخل قوات "فاغنر" الروسية وبداية العمليات ضد مدنيين في شمال مالي في أفريل من عام 2022، أي بعد الانقلاب الذي قاده عاصيمي غويتا آنذاك.
كما ذكر المتحدث أن هناك مواطنين سقطوا ضحايا قصف المسيرات في مالي، من بينهم أجانب من التشاد والنيجر والجزائر نفسها، وهنا يكمن خطر هذه الطائرات التي بات اللجوء إليها متزايدا، مشددا على أن المسيرات أصبحت لعبة تستعملها بعض الجيوش مع الأسف رغم أن حصيلة الضحايا من مواطنين وغير ذلك كبيرة.
بشكل عام، يستبعد الخبير الأمني تطور الخلافات بين البلدين نحو مواجهة عسكرية، ويرى أن العلاقات بين البلدين تاريخية ومتينة وترتبط عودتها إلى وضعيتها الطبيعة بعودة الحكومة في باماكو إلى المواقف التاريخية للدولة المالية في تعاملها مع الجزائر.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال