العالم

"تصريحات مستشار ترامب أصابت الرباط بالخيبة"

المحلل السياسي والباحث الأكاديمي، محمد بشير لحسن، يقدم قراءة لتصريحات مسعد بولس.

  • 6974
  • 2:12 دقيقة
الصورة: ح. م
الصورة: ح. م

أكد المحلل السياسي والباحث الأكاديمي، محمد بشير لحسن، أن تصريحات مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي ومبعوثه الخاص لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا الأخيرة حول أهمية التوافق المغربي الصحراوي لحل النزاع في الصحراء الغربية، أصاب النظام المغربي بالخيبة، واعتبر التصريحات هذه بمثابة تصويب موقف، بعد أن رأى المغرب أن دعم واشنطن له مطلق.

وقال المحلل السياسي والباحث الأكاديمي بجامعة إشبيلية الاسبانية، في اتصال مع "الخبر"، قدم خلاله قراءته لتصريحات مسعد بولس بأن هذه التصريحات بدت لي.. كما لو كانت الإدارة الأمريكية تريد تمرير رسالة أو تصويب موقف، بعد أن رأت أن المغرب فهم أن دعمها مطلق بعد لقاء روبيو - بوريطة، وشدد على أنه "رغم اعتراف ترامب بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية المحتلة، إلا أنه ربط الحل النهائي بقبول الطرفين".

وكان بولس قد أكد في تصريحات لقناة "الحدث" السعودية "لو رجعنا إلى ذلك الإعلان، في 2020، صحيح أنه منح السيادة للمغرب، ولكنه تضمن كلامًا مهمًا جدًا يتعلق بالحوار والتوصل لحل مرضٍ لجميع الفرقاء، لم يكن إعلانًا مطلقًا بشكل مقفل، بل تُرك الباب للحوار للتوصل لحل يرضي الطرفين".

وفي إجابته عن سؤال بخصوص تأكيد بولس على حل في الصحراء الغربية متوافق عليه بين الطرفين، أي المغرب وجبهة البوليساريو، قال بشير محمد لحسن "رغم أن لقاء بوريطة بروبيو جاء بعد وساطة من نتنياهو، إلا أن بوريطة عاد بخفي حنين من واشنطن"، موضحا في هذا السياق "بالنظر إلى خطوات ترامب المجنونة وغير المتوقعة في السياسة الدولية، كان النظام المغربي يمني النفس بالحصول على موقف حاسم من ترامب، أقله الإعلان عن فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة المحتلة"، وأضاف قائلا "لكن ذلك لم يحدث، لأن النظام المغربي لم يعد لديه ما يغري به ترامب، فقد قدم كل ما يستطيع من تطبيع وتسليم الدولة لإسرائيل لتتغلغل فيها كيف ما تشاء، ولم يعد لديه ما يقدمه.. لذلك، أكد بولس على أهمية التوافق بين الطرفين في أي حل نهائي، وهو ما يفسر خيبة أمل النظام المغربي".

وفي قراءته للمسعى الأمريكي للتقارب بين المغرب والجزائر بما يسهم في حل النزاع، أوضح بشير محمد لحسن أن "هذه مقاربة جديدة يرى مستشار ترامب أنها قد تكون مدخلا للحل، لكن التاريخ والواقع يؤكدان أنه تقدير خاطئ"؛ فالتقارب بين الجزائر والمغرب - حسبه - "لن يحل النزاع"، لأنه "قضية تتعلق باحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية.. والجزائر لن تقبل أي تقارب على حساب مواقفها المبدئية وسياستها الخارجية المستمدة مبادئها من ثورة 1 نوفمبر".

وفضلا عن ذلك، يقول المتحدث: "لن تفرط الجزائر في أمنها القومي ولن تتساهل مع مطامع النظام المغربي؛ فالجزائر تدرك أن أي تنازل مع النظام المغربي يعني إطلاق النار على الأرجل، فهذه الدولة توسعية في عقيدتها.. وفي حال تمكنت من الصحراء الغربية - لا قدر الله - فإن القادم هي موريتانيا وربما مناطق جزائرية لا تزال لنظام المخزن أطماع فيها. لذلك، لن يسهم أي تقارب جزائري مغربي في حل النزاع". 

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer