العالم

الإبادة متواصلة وأطفال غزة يحاصرهم الجوع والقتل

وكالة "أونروا" لإغاثة اللاجئين جددت تحذيرها من نفاد الإمدادات الأساسية في غزة.

  • 2163
  • 3:37 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

شهدت غزة يوما داميا جديدا بعدما شنّت قوات الاحتلال الصهيوني سلسلة غارات وقصفا مكثفا على عدة مناطق، مما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات، في استمرارٍ لحرب الإبادة التي تشنها منذ أشهر، ما رفع حصيلة الشهداء منذ 18 مارس الماضي إلى 1522 مدنيًا، بينما أصيب 3834 آخرين بجروح متفاوتة، قي وقت دقت فيه الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية ناقوس الخطر بسبب تفشي المجاعة في أوساط الأطفال والرضع، بينما يواصل الاحتلال عزل منطقة رفح تحسبا لضمها إلى الكيان.

وأفادت معطيات فلسطينية رسمية، صادرة عن وزارة الصحة، عن استشهاد 21 فلسطينيًا خلال الساعات الماضية في قصفٍ طال جباليا والنصيرات ومدينة غزة، وأضافت بأن قرابة 51 ألف مواطن مدني ارتقوا شهداء، وأصيب 116 ألفًا آخرين بجروح متفاوتة، بينها خطيرة وخطيرة جدًا منذ الـ 7 من أكتوبر 2023.

ومنذ فجر اليوم السبت، استشهد اثنين من المواطنين في قصف مدفعي صهيوني على محيط سوق الجمعة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بينما استشهد مواطن في قصف من مسيرة وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن جيش الاحتلال نفّذ عمليات نسف لمباني في الأحياء الشمالية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما قصفت الطائرات المروحية منازل مواطنين فلسطينيين وأطلقت نيرانها في المناطق الشرقية لحي التفاح شرقي مدينة غزة.

واستشهد مواطن في قصف صهيوني استهدف منزلاً في حي التفاح شمال شرقي غزة، بينما أصيب عدد من المواطنين غالبيتهم من الأطفال جراء استهداف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأصيب عدد من المواطنين غالبيتهم أطفال جراء قصف طيران الاحتلال منزلًا في شارع النخيل بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال منطقة "العطار" غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، واستشهد مواطن في القصف الذي استهدف خيمة تؤوي نازحين غربي مدينة خان يونس.

هذا، وأعلن الجيش الصهيوني، سيطرته الكاملة على محور موراغ، مما يعني تطويق رفح بالكامل في إطار خطة لتحويلها إلى "منطقة عازلة" تحت السيطرة الصهيونية. وتتعرض المدينة لقصفٍ ممنهج بينما يحاصر الاحتلال آلاف المدنيين العالقين فيها دون مأوى أو غذاء تحسبا لتهجيرهم لإخلاء المنطقة بالكامل.

كما أعلن جيش الاحتلال، أول أمس، إصابة ضابط بجروح متوسطة وجندي بجروح خطرة خلال مواجهات مع المقاومة جنوب القطاع.

وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية وبيئية كبرى بسبب استهداف قوات الاحتلال للبنية التحتية للمياه والكهرباء والوقود، مما تسبّب في تعطيل خطي مياه "مكوروت" شرق غزة وفي المحافظة الوسطى، اللذين يزودان أكثر من 700 ألف شخص بالمياه. وأكد المكتب أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 90% من بنية المياه والصرف الصحي في القطاع، محذراً من تداعيات حرمان السكان من المياه. كما دعا المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال لقادة الاحتلال لاستخدامهم المياه كسلاح حرب.

ودقت وزارة الصحة في غزة ناقوس الخطر بعد وصول العجز في الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستويات خطيرة غير مسبوقة، فيما دمّر الاحتلال 34 مستشفى من أصل 38، ولم يعد يعمل سوى 4 مستشفيات بشكل محدود، بالإضافة إلى تدمير 80 مركزاً صحياً و162 منشأة طبية أخرى، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وجددت وكالة "أونروا" لإغاثة اللاجئين تحذيرها من نفاد الإمدادات الأساسية في غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من القصف والتجويع. وأكدت أن الأطفال ينامون جوعى والمخابز أغلقت والمجاعة تتفشى بسبب الحصار الصهيوني المستمر منذ 18 شهرا، وأكدت نزوح حوالي 400 ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة بعد انهيار وقف إطلاق النار، مما زاد الضغط على المساعدات الإنسانية الشحيحة.

وأشارت وسائل إعلام عبرية، أن الكيان قدّم عرضاً "محسّناً" جديداً في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، حيث خفّضت مطالبها بالإفراج عن الأسرى من 11 إلى 8، بينما تمسكت حماس بإطلاق 5 أسرى فقط. وأشارت أن مصر تطرح وساطة جديدة لتحقيق حل وسط، مع رفض الكيان لشروط حماس بنشر الإفراجات على مراحل خلال الهدنة، بينما نفت الحركة تلقي أي مقترحات جديدة، مؤكدة التزامها بآخر مقترح قدمه الوسطاء.

يأتي ذلك بعد فشل المرحلة الثانية من الاتفاق السابق، واستئناف الكيان حربه على غزة، لتتواصل حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين وتُنسف المنازل فوق رؤوس أصحابها وتُحاصر المدن حتى الموت، ليتواصل نزوح السكان قسراً تحت وطأة القصف والدمار، حيث لم يعد في غزة شبر آمن يلوذون به.

ولا يكتفي الاحتلال بتحويل القطاع إلى ساحة قتل، بل يخطط لتهجيرهم من أرضهم واقتلاعهم من جذورهم، في محاولة لطمس هويتهم وتاريخهم. لكن وسط كل هذا الظلم، يظل أبناء غزة صامدين كالجذور العميقة في تراب وطنهم رغم الجوع والقهر والخوف، يرفضون الرحيل، متمسكين بأرضهم كأشجار الزيتون العتيقة، فكل خيمة ينصبونها فوق الركام، وكل طفل يولد تحت القصف، وكل شهيد يرتقي في سبيل الله، هو إعلانٌ جديد أن هذه الأرض لن تفرغ من أهلها، وأن الصمود هو أقوى أسلحة المقاومة.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer