بعد تسجيل اتخاذ إجراءات عقابية ضد حصص ووسائل إعلام، فيما يتعلق بالشأن الرياضي، على خلفية تقديرات بـ"مساهمتها" في إذكاء العنف في رياضة كرة القدم، عبر تحاليل وتصريحات وُصفت بأنها "غير موضوعية ومنحازة"، وصُنفت ضمن الترويج لـ"خطاب الكراهية"، استطلع موقع "الخبر" رأي الباحث في الإعلام والاتصال، الدكتور عبد العالي زواغي، ليقدم قراءة أو تشخيصا للظاهرة والحلول العملية والمهنية لها.
لاحظ زواغي، في تقييمه للممارسة الإعلامية في المجال الرياضي، أن ثمة "حالة فلتان ملحوظة في الخطاب الإعلامي الذي تبثه الكثير من وسائل الإعلام"، مؤصلا ذلك بـ"عدم إدراكها لأهمية الأخلاقيات والقواعد المهنية ومدونات السلوك التي تنظم وتضبط الممارسة الإعلامية".
هذه القواعد والضوابط تهدف، في نظر المحلل، إلى "المحافظة على استقرار المجتمع من خلال مخاطبته بموضوعية وبلغة هادئة وعقلانية، بعيدا عن اللغة التي تقطر عنفا وكراهية وتحرض الجماهير وتستفزهم وتستنهض التحيزات الإدراكية لديهم، بدلا عن توحيدهم وتوجيههم وجهة صحيحة نحو القضايا التي تهمهم أكثر".
وسجل الجامعي هذا "الانحراف" مؤخرا لدى بعض وسائل الإعلام الرياضية التي "لا تنتقي ضيوفها ولا تختار محلليها الرياضيين بعناية، مما دفع بخطابها الإعلامي إلى التردي والسقوط في مستنقع الكراهية والتحريض".
ويرى زواغي أن المسألة ليست بسيطة بقدر ما هي في الحقيقة "مسؤولية جسيمة يجب على مسؤولي الوسائل الإعلامية إيلاء أهمية كبيرة لها، من خلال حسن اختيار وانتقاء الصحفيين والضيوف، حتى لا تتعرض للمساءلة القانونية والعقوبات التي تطبقها سلطة الضبط".
فاختيار المتحدثين الذين يخاطبون الملايين من المشاهدين، يستوجب، وفق الباحث، أن "يخضع لمعيار الكفاءة أولا وأخيرا، بعيدا عن أولئك الذين يسوّقون للخطابات الشعبوية والمأزومة التي هدفها كسب المزيد من الإعجابات والشهرة، متغافلين عن التأثيرات الخطيرة التي تتركها وراءها"، خصوصا تلك "الخطابات المشبعة بالكراهية والتمييز، التي قد تحدث انقسامات حادة في أوساط أفراد المجتمع".
وزيادة على تفعيل مدونات السلوك والقواعد المهنية ومواثيق الشرف الصحفية وفرضها بصرامة وضمان احترامها أولا بأول، وفق تشخيص المختص، يتعين أيضا على وسائل الإعلام "ضمان التكوين المستمر لصحفييها ومنشطيها، ضمن رؤية واعية وبانورامية تتوخى احترام عقول المتلقين وعواطفهم والمشاركة الفعالة في مشروع لليقظة الإعلامية لمواجهة الهجمات الإعلامية التي تشنها جهات معادية للجزائر".
وأوضح المتحدث أن هذا الاستهداف قد يتمظهر في شكل "خطابات تعزف على وتر الكراهية والتحريض بين أطياف النسيج الجزائري، وفي محاولات حثيثة لتقسيمهم وإثارة النعرات المختلفة بينهم"، داعيا الإعلام أن "لا يكون رديفا لهؤلاء بخطاب مماثل.. نظرا للدور الكبير الذي يؤديه الإعلام في الترويض السايكولوجي والفكري والتضليل والتلاعب الإيديولوجي.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال