دعا رازم محمد، المنسق الولائي للمنظمة الجزائرية لمكافحة داء الكلب بولاية المدية، إلى اعتماد طريقة علمية وإنسانية للتعامل مع الكلاب والقطط الضالة، تُعرف بطريقة "TNVR"، وهي تعني الإمساك، التعقيم، التلقيح، ثم الإرجاع. وأوضح أن هذه الطريقة معتمدة في مختلف دول العالم، وتم تجريبها بنجاح في عدة مناطق من الجزائر، بما في ذلك بعض بلديات العاصمة.
وأكد رازم محمد أن الطريقة التي تعتمدها المنظمة في الواقع الجزائري تُكيّف حسب المعطيات المحلية، حيث يتم القبض على الكلاب الضالة ووضعها في مأوى مخصص، مثل المأوى الذي أنشأته المنظمة في منطقة سطاوالي. داخل هذا المرفق، تخضع الكلاب لعملية تعقيم لمنع تكاثرها، وتتلقى التلقيح اللازم ضد داء الكلب، ثم يتم اتخاذ قرار بشأن مستقبلها: فإما تُترك في المأوى إلى نهاية حياتها في ظروف آمنة، أو يتم التنسيق مع سكان المناطق الريفية لمنحهم هذه الكلاب بعد التأكد من سلامتها، ما يُسهِم في تقليل أعداد الكلاب الضالة في المدن بطريقة منظمة.
وأضاف أن الفرق الجوهري بين ترك الكلب في المأوى وإرجاعه إلى بيئته الأصلية هو أن كلا الحَلَّين يمنعان تكاثره ويُسهمان في السيطرة على الوضع، لكن في حالة الإرجاع، يتم ضمان تلقيحه سنوياً، ما يشكل حاجزاً وقائياً ضد انتشار داء الكلب. كما أشار إلى أن الطريقة نفسها تُطبّق على القطط الضالة، التي تخضع لعمليات تعقيم وتلقيح مماثلة.
وشدد رازم الحاصل على شهادة تكوين لمكافحة داء الكلب في حديثه لـ "الخبر" خاصة خلال هذه الفترة مع اقتراب فصل الصيف للقضاء على الكلاب الضالة ببلديات الولاية على أن هذه المقاربة الوقائية أكثر فعالية من الحلول التقليدية التي تعتمد على القتل العشوائي، والتي أثبتت فشلها في القضاء على داء الكلب. كما دعا السلطات المحلية إلى دعم مثل هذه المبادرات وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف ولايات الوطن، مؤكداً أن مكافحة هذا المرض الخطير تتطلب تضافر الجهود بين المجتمع المدني، البيطريين، والمصالح البلدية، مع مراعاة البعد الإنساني والبيئي في كل تدخل.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال