أدانت محكمة عين وسارة بولاية الجلفة، مساء أمس الثلاثاء، رجلًا في العقد الرابع من عمره، بخمس سنوات سجنًا نافذًا، بعد المثول الفوري أمام هيئة قسم الجنح، على خلفية تورطه في محاولة اختطاف قاصر تحت التهديد، ومحاولة ارتكاب فعل مخل بالحياء، وهي القضية التي هزت الرأي العام المحلي وأثارت موجة غضب واسعة في بلدية حاسي فدول شمال غرب ولاية الجلفة.
وتعود تفاصيل القضية إلى منتصف نهار يوم الإثنين، حيث حاول المتهم اختطاف تلميذة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات أمام ابتدائية "مسوس أحمد" وهي الحادثة التي تسببت في موجة استنكار وغضب شديدين وسط السكان وأولياء التلاميذ، لتعيد إلى الواجهة المخاوف المتعلقة بسلامة الأطفال في محيط المؤسسات التربوية.
- مجتمع
- 21-04-2025
- 17:59
محاولة اختطاف تلميذة أمام ابتدائية بالجلفة
التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة خلفيات هذا الفعل واتخاذ التدابير الكفيلة بضمان حماية التلاميذ ومحيط المؤسسات التربوية.
الطفلة، التي تقطن بالمنطقة الريفية العمامرة حولي 15 كلم عن مدينة حاسي فدول وتتنقل يوميًا إلى مدرستها عبر حافلة النقل المدرسي، كانت تلهو أمام المؤسسة بعد انتهاء الفترة الصباحية، عندما اقترب منها الرجل الأربعيني مدّعيًا حاجته إلى قراءة رقم إحدى العمارات. وحسب ما رواه والدها لـ "الخبر"، فإن المشتبه فيه حاول استدراجها مهددًا إياها بسلاح أبيض، وبعد صعودهما إلى العمارة أحس بنزول أحد ساكنة العمارة فتحايل حتى لا يُكتشف أمره، وتوجَّه إلى أحد أبواب الشقق وادّعى أنه يطرق الباب، فاستغلت الطفلة تلك اللحظة وأفلتت منه، حيث أن يقظتها وصراخها أنقذاها من مصير مجهول، لتتمكن من لفت انتباه التلاميذ والمعلمين الذين سمعوا بخبر استدراجها فسارعوا إلى التدخل وإنقاذها من خاطفها.
وقد حاول الجاني الفرار بعد أن طارد الضحية، ليدخل إلى متوسطة "هواري بومدين" المجاورة، غير أن شجاعة المعلمين ويقظتهم حالت دون ذلك، حيث أمسكوا به واحتجزوه إلى غاية وصول عناصر الأمن، الذين تدخلوا بسرعة وأوقفوا المعني، ليتم تحويله إلى فرقة الدرك الوطني بعين وسارة التي باشرت تحقيقًا دقيقًا حول ملابسات الحادثة. وفي ذات السياق، تم نقل الطفلة الضحية إلى مدينة الجلفة، حيث خضعت لفحوصات طبية ونفسية لضمان سلامتها الجسدية والمعنوية، كما تم إحالة المتهم في اليوم الموالي على وكيل الجمهورية لدى محكمة عين وسارة، وتم تقديمه للمحاكمة الفورية، التي أفضت إلى إدانته بعقوبة خمس سنوات سجنًا نافذًا عن جنحة محاولة اختطاف قاصر تحت التهديد، وجنحة محاولة ارتكاب فعل مخل بالحياء.
وقد سلطت الحادثة الضوء من جديد على الهواجس الأمنية المرتبطة بمحيط المدارس، ودفع بعدد من أولياء التلاميذ والجمعيات المحلية إلى المطالبة بتكثيف التواجد الأمني وتنظيم حملات توعية تستهدف الأطفال، لتعزيز سبل الوقاية وتحصين التلاميذ من الأخطار المحتملة. كما دعا المواطنون إلى ضرورة إشراك مختلف الفاعلين في المجتمع التربوي ضمن برامج تحسيسية تهدف إلى بناء بيئة مدرسية آمنة، تحافظ على براءة التلاميذ وتطمئن أولياءهم.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال