مجتمع

العاصمة بواجهة بحرية متوسطية

تندرج هذه المشاريع ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تحويل الشريط الساحلي للعاصمة إلى وجهة حضرية وترفيهية.

  • 4362
  • 4:28 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

تسارع السلطات العمومية خطواتها لتأهيل الواجهة البحرية للعاصمة، تزامنا مع اقتراب موسم الاصطياف، في مسعى لتحسين الفضاءات العمومية وتهيئتها لاستقبال العائلات والمصطافين في أحسن الظروف. وتندرج هذه المشاريع ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تحويل الشريط الساحلي للعاصمة إلى وجهة حضرية وترفيهية، تجمع بين الراحة والجمال والاستدامة، بما يليق بمكانة الجزائر العاصمة كقاطرة للتنمية ومركز إشعاع حضري.

في سياق جهود ولاية الجزائر الرامية إلى تجسيد رؤية عمرانية متكاملة تستجيب لتطلعات السكان وتعكس الوجه الجمالي والحضاري للعاصمة، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، شدد والي العاصمة، محمد عبد النور رابحي، خلال زيارة ميدانية قادته إلى عدد من ورشات الأشغال المفتوحة، على ضرورة مضاعفة وتيرة الإنجاز وتكثيف التنسيق بين مختلف الفاعلين، لضمان استلام المشاريع ضمن الآجال المحددة، وبالمستوى النوعي المنتظر.

الحديقة الإيكولوجية بوادي السمار: من مفرغة عمومية إلى فضاء حضري نموذجي

في إطار تعزيز الفضاءات الخضراء وتوفير متنفسات ترفيهية لزوار العاصمة وسكانها، أسدى والي ولاية الجزائر تعليمات صارمة لضمان تسليم مشاريع إعادة تأهيل حديقة وادي السمار في الآجال المحددة، استعدادا لافتتاحها قريبا.

وشملت التوجيهات العمل بنظام (3×8) طيلة أيام الأسبوع، مع ضرورة الإسراع في رفع التحفظات التي قد تعرقل سير الأشغال. كما تم التأكيد على مضاعفة الإمكانيات البشرية والمادية لتسريع وتيرة الأشغال، إلى جانب تكثيف جهود التنظيف ورفع النفايات الصلبة ومخلفات البناء في محيط الموقع لضمان بيئة نظيفة وجاهزة لاستقبال الزوار.

وقد تم التركيز على تحسين البنية التحتية للحديقة، بما يشمل تركيب أنظمة معالجة الغاز الحيوي المستخرج من الموقع لاستخدامه في إنارة الحديقة، وتوفير صيانة للأثاث الحضري من أكشاك، وطاولات وكراسي، فضلًا عن تكثيف عملية تركيب أعمدة الإنارة العمومية بهدف تحسين الإضاءة ليلاً، بالإضافة إلى تحسين المسارات الداخلية لسهولة التنقل وتوفير راحة أكبر للزوار.

وفيما يخص المشاريع الأخرى الجارية، تواصل أشغال بناء صالة عرض ومتحف داخل الحديقة، حيث يهدف المتحف إلى توثيق مراحل تحول الموقع من مفرغة عمومية إلى حديقة إيكولوجية، بالإضافة إلى قاعة محاضرات ومخبر علمي. كما تم الانتهاء من تهيئة موقف سيارات يتسع لـ 1200 مركبة، مع الاستمرار في أشغال مواقف إضافية بمناطق أخرى من الحديقة لاستيعاب 420 و1800 مركبة.

من جانب آخر، تم الإشراف على تهيئة الجسر العلوي للمشاة على مستوى الطريق السريع، بتصميم عصري يضمن سلامة المتنقلين، بالإضافة إلى مشروع بناء مسبح شبه أولمبي مع مرافق خدمية تشمل غرف تبديل الملابس.

كما أكد الوالي على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات المشرفة على المشروع، لضمان متابعة سير الأشغال والوقوف على آخر مراحل التقدم. وتم التوجيه أيضًا بإعادة تهيئة مداخل ومخارج الحديقة، مع إضافة غرسات تجميلية ونباتات متنوعة لتعزيز جمالية الفضاء.

في سياق آخر، شدد الوالي على الإسراع في الانتهاء من تغطية وادي السمار، مع توفير مساحات للعب الأطفال وتزويدها بأحدث التجهيزات، مما يساهم في تعزيز البعد الترفيهي للحديقة.

تعليمات لتوحيد الطابع الجمالي لمحيط جامع الجزائر وتعزيز جاذبية المنطقة

وببلدية المحمدية، تفقد الوالي أشغال استكمال تهيئة المحيط المقابل لجامع الجزائر، ضمن الشطر الثاني من المشروع، الهادف إلى ربط مختلف فضاءات الواجهة البحرية الشرقية بعناصر جمالية متناسقة، تشمل مساحات خضراء وفضاءات عمومية تفتح أمام المواطنين والزوار فضاءات للراحة والاستجمام بمحاذاة البحر. وشدد رابحي على ضرورة استكمال أشغال تهيئة محيط جامع الجزائر، في شطره الثاني، وفق تصور عمراني موحد ينسجم مع باقي مشاريع الواجهة البحرية.

وتندرج هذه الأشغال في سياق استكمال تلك المنجزة سابقا بطابع حديث، وتستهدف تحويل الموقع إلى فضاء حضري مفتوح، يحتضن مساحات خضراء ومنشآت ترفيهية تسمح للمواطنين وزوار العاصمة بقضاء أوقات ممتعة بمحاذاة البحر. وأسدى الوالي تعليمات واضحة وصارمة لضمان انسجام الأشغال مع الرؤية الجمالية المعتمدة على طول خليج الجزائر، أبرزها تهيئة المساحات الخضراء بنفس النمط المستعمل في مواقع أخرى من الواجهة البحرية، ووضع نفس نوعية مقاعد الجلوس التي تم تنصيبها في منتزه الكتاني بباب الوادي، بهدف تعزيز التناسق البصري والوظيفي بين مختلف المشاريع الساحلية.

كما دعا إلى ضرورة الإسراع في الانتهاء من أشغال ربط الساحة بالبحر عبر سلالم مريحة وآمنة، تتيح للزوار وصولًا مباشرًا إلى الواجهة البحرية، مرفقة بعملية تنظيف شاملة للمحيط والسلالم الممتدة على طول الكورنيش، بهدف تهيئة فضاء نظيف وجذاب يتماشى مع تطلعات المواطنين.

وفي السياق ذاته، تم التشديد على تحسين المحيط العمراني وتجميله، مع إعطاء أولوية قصوى للنظافة العامة، ومواصلة غرس أشجار تتماشى مع البيئة المحلية، تعزز البعد الجمالي والبيئي للمكان، وتضفي عليه طابعا حضريا مستداما.

تحويل منتزه الصابلات إلى قطب ترفيهي عصري

وبمنتزه الصابلات، أحد أبرز مشاريع "المخطط الأزرق" لتهيئة الواجهة البحرية، عاين والي العاصمة عددا من المشاريع الجارية، من بينها إنجاز ملعب للكرة الحديدية، وفضاءات للراحة، ومساحات خضراء جديدة، تنجز كلها ببصمة عصرية تواكب الرؤية الحضرية الجديدة للعاصمة، حيث دعا إلى تدعيم المنتزه بالإنارة العمومية والفنية، وتسريع وتيرة أشغال تهيئة النافورات، واستكمال إنجاز المساحات الخضراء بطابع حديث، وتكثيف عمليات تنظيف المحيط وتجميله.

كما شدد والي ولاية الجزائر على ضرورة استكمال مشاريع التهيئة الجارية بوتيرة متسارعة وبطابع عصري يتماشى مع روح المخطط الأزرق لعصرنة الواجهة البحرية. وقد أكد الوالي على أهمية إعطاء المنتزه بعدًا نوعيًا جديدًا، يجعله نموذجًا للمزج بين الجمال الطبيعي والتجهيزات الحديثة.

كما وقف المسؤول ذاته على فضاءات التنزه الجاري تهيئتها، وأشغال إنجاز ملعب خاص بالكرة الحديدية، إضافة إلى مساحات خضراء جديدة يتم تصميمها وفق مقاربة عمرانية حديثة، تواكب التطوير الشامل للواجهة البحرية.

ولتسريع وتيرة الإنجاز وضمان جاهزية الموقع في أقرب الآجال، أصدر المسؤول ذاته جملة من التعليمات الدقيقة، أبرزها تدعيم المنتزه بالإنارة العمومية والفنية، بما يعزز من أمان الموقع ليلاً ويزيد من جاذبيته البصرية. كما أمر بتكثيف عمليات تنظيف المحيط وتجميله، والانتهاء من أشغال تهيئة النافورات، إلى جانب إتمام تهيئة المساحات الخضراء الجديدة وفق رؤية متجانسة مع باقي مشاريع المخطط الأزرق.

وتأتي جهود السلطات العمومية لتترجم النظرة الإستراتيجية الجديدة لعصرنة العاصمة وتحويل فضاءاتها العامة إلى مناطق جذب حقيقية، من خلال مشاريع تحترم البيئة، وتمنح المواطن متنفسا حضريا لائقا، وهي جهود تعكس الإرادة في تحويل الجزائر العاصمة إلى مدينة متوازنة، نظيفة، وآمنة، بمرافق عصرية تواكب تطلعات سكانها.

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer