وفاة أربعة أشخاص في انهيار صخري بوهران

عاشت وهران وسكانها وبالتحديد العائلات القابعة في منطقة أرض شاباط بحي " البلونتير" بوهران، حالة استنفار قصوى إثر تسجيل انهيار صخري في ساعة متأخرة من ليلة السبت إلى الأحد، أدى إلى انهيار مفاجئ لأجزاء من جبل على العديد من المساكن الواقعة في محوره ما أسفر عن تسجيل أربع وفيات لحد الساعة، من بينهم أم وابنتها، فضلا عن إصابة 13 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، استدعت نقلهم على جناح السرعة باتجاه مصالح الاستعجالات الطبية الجراحية لتلقي العلاجات اللازمة.

 وفي الوقت الذي كان فيه جل ساكنة وهران على غرار باقي ولايات الوطن متسمرون أمام شاشات التلفزيون لمتابعة أطوار مباراة الكلاسيكو بين الغريمين التقليديين البارصا والريال في إطار نهائي كأس ملك إسبانيا، اضطر جل سكان حي " بلونتير" بوهران إلى التدفق تحو الشوارع بسبب انهيار أجزاء من الجبل الواقع في المنطقة والذي يحيط بسكناتهم القصديرية ما أدى إلى انهيار العديد من المساكن فوق رؤوس أصحابها، حيث تم تسجيل انهيار خمسة مساكن، ما تسبب في قائمة عريضة من الضحايا من بينهم 4 وفيات، والعديد من الجرحى استدعت حالات بعضهم إخضاعهم لتدخلات جراحية، ناهيك عن خسائر مادية أخرى.

 وقد هرع سكان المنطقة منذ تسجيل الانهيار في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا للمشاركة في عملية استخراج الضحايا من تحت الأنقاض، مع العمل على نقلهم بشكل متتابع باتجاه مصالح الاستعجالات، إلى حين وصول مصالح الحماية المدنية التي سخرت وسائل مادية هامة، تمثلت في العديد من الفرق المتخصصة، على غرار فرق التدخل في الأماكن الوعرة والمتخصصة، وفرقة التدخل والدعم الأولي، وفرقة استعمال الكلاب المدربة، وما يفوق 150 عون من مختلف الرتب، وذلك تحت إشراف المدير الولائي العقيد سويكي محفوظ، حيث تم في البداية إسعاف خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 45 سنة، مع نقل خمسة آخرين عن طريق الخواص إلى مصالح الاستعجالات، توجد من ضمنهم امرأة وابنتها اللتان لفظتا أنفاسهما الأخيرة بسبب الإصابات البليغة التي لحقتهما جراء الردوم.

 وقد أبدى سكان المنطقة أثناء وقوع الحادث حالة غضب كبيرة، جراء تأخر التدخلات على حد تعبيرهم. فضلا عن عدم اكتراث بعض الجهات الوصية بنداءات التحذير التي وجهوها عشية وقوع هذه الفاجعة، حيث أوضحوا بأنهم أخطروا مصالح الحماية المدنية يوم أمس بوجود تشققات كبيرة على مستوى الجبل موضوع الانزلاق، دون تسجيل أية ردود أفعال إزاء تحذيراتهم.

 واضطرت هذه الوضعية المأساوية العديد من سكان المنطقة إلى مبارحة منازلهم المتوزعة عبر الجبل، حيث قضوا ليلة بيضاء في العراء، بعدما اضطروا إلى إجلاء أفراد أسرهم مخافة انهيار مساكنهم فوق رؤوسهم، على غرار ما حدث مع خمسة مساكن تخص جيرانهم الذين قضى بعضهم. بينما يوجد البقية في مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية التابعة للمركز الاستشفائي الدكتور بن زرجب بوهران.

 وقد تنقل المسؤوول التنفيذي الأول للولاية إلى موقع الحادث رفقة العديد من المسؤوولين لمتابعة أطوار عمليات البحث والتعرف والانتشال في إطار إنقاذ ما يمكن انقاذه باعتبار أن هذه الحصيلة لا تزال أولية لحد الساعة. في حين انتشرت على مواقع التواصل العديد من الفيديوهات التي تخص هذه الفاجعة الأليمة التي تستدعي فتح تحقيقات في الموضوع.