عند مطالعتي كعادتي للصحف اليومية في صباح هذا اليوم (يوم أمس)، وأنا أمام جهاز التلفاز، خطف نظري شريط الأخبار - العاجل – في إحدى القنوات مكتوب عليه عودة رئيس الحكومة السابق، السيد عبد الحميد براهيمي، عبر مطار هواري بومدين الدولي. حينها حدثت نفسي مباشرة وقلت: فعلها عمي بوعقبة، وقلت لهؤلاء الذين ادعوا السبق الصحفي بهتانا وزورا، شتان بين من يصنع الخبر وبين من ينقله.و«ادّاني عليك النيف”، كما يقولون بالعامية، لأنهم لم يشيروا إليك ولو بإشارة خفيفة، لأنك أنت من أثرت هذا الموضوع وكتبت عن معاناة الرجل في عمودك قبل أيام، وأنت مشكور على ذلك وهذا من شيم وأخلاق الرجال.لكن يا عمي بوعقبة ليس هذا هو بيت القصيد، ما كنت أود قوله لك، أنه كان يراودني الشك في أن الرئيس بوتفليقة يحبك، أما الآن فقد أيقنت أنه يحبك فعلا ويتابعك يوميا مثل الكثير من المتيّمين بك، رغم انتقاداتك اللاذعة له، لكن لا يستطيع البوح بحبه لك، وما أصعب الحب من طرف واحد.. فما سر حبه لك يا عمي بوعقبة؟(فل نهى) الجزائر قد يكون الرئيس بوتفليقة يشعر نحوي بما تقول، لأنني سبق وأن أديت نحوه واجبي الإعلامي سنة 1980 عندما ظُلم، وفعلت نحوه ما فعلته نحو عبد الحميد براهيمي اليوم.. وكان ذلك في الزمن الصعب، زمن الحزب الواحد، حيث كانت كلمة الحق في وجه السلطان الجائر عاقبتها غير محمودة.الرئيس بوتفليقة أيضا يعرف جيدا بأن ما أمارسه من نقد للأداء السياسي لحكومته، هو في الواقع العملي أنفع له ولحكمه من شيتة الشياتين الذين يملأون الدنيا غناء ودفا وهم يضمرون عكس ما يبدونه.الرئيس أيضا يعرف يقينا أن موقفي منه عندما يغادر الحكم سيختلف عن موقفي منه وهو في الحكم... وخاصة عندما ينقلب عليه الشيّاتون بالنقد غير الموضوعي، وغير الوطني، كما فعلوا بمن سبقه في الحكم.أصدقك القول يا نهى أنني شعرت بالألم الشديد عندما سمعت أن الوزير الأول السابق، عبد الحميد براهيمي، الذي رافعت عن حقه الدستوري والقانوني في الحصول على جواز سفر جزائري، قد عاد إلى أرض الوطن بجواز سفر بريطاني وعليه “فيزا” جزائرية!وعاد على متن طائرة مغربية وليس جزائرية! أعتقد أنه من حقي أن أكون حساسا لهكذا تصرف ممن نريدهم أن يكونوا رموزا للوطن والوطنية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات