+ -

يقول عاشور شوايل، وزير الداخلية الليبي السابق، إن اتفاق الصخيرات لم يقص خليفة حفتر وأنه واقع بالنسبة لليبيا. وكشف أنه تجرى حاليا محاولات للتواصل معه حول كيف سيكون وضعه من خلال حكومة الوفاق الوطني وعلاقته بالمجلس الرئاسي. وقلل شوايل من تهديدات وتلويحات أمريكا وأوروبا بالتدخل عسكريا في ليبيا، محذرا من ارتداد ذلك عليها، وأكد أن الغرب لن يترك ليبيا لأنها تشكل خطرا عليها وباعتبارها مركزا اقتصاديا مهما جدا. وتوقع شوايل نجاح السراج في تشكيل حكومته التي اعتبرها “مهمة” في الفترة الحالية، ويعتقد أنها غير مطالبة أكثر من لم الشمل والسعي إلى الاستقرار في دولة ليبيا.توقعات كثيرة يطلقها متابعون للمشهد الليبي حول مصير خليفة حفتر على إثر اتفاق الصخيرات، الذي يراه البعض بأنه يقصيه، ما قولك؟ اتفاق أو حوار الصخيرات لم يقص حفتر، وهو الآن واقع، وقوة بالنسبة لليبيا وبدأ في تأسيس الجيش الليبي، والنواة الأولى للجيش الليبي في المنطقة الشرقية تحديدا، وحتى جزء في المنطقة الغربية والجنوبية، وبدأ أيضا في تشكيل قوات السلاح الجوي، والقوات المدفعية والبرية والخاصة والصواريخ وغيرها، والآن لدينا جيش وهناك كليات تدريب على وشك تخريج دفعات، كل هذا واقع لا يمكن تجاهله، لكن أعتقد أن التواصل يتم حاليا مع حفتر حول كيف سيكون وضعه من خلال حكومة الوفاق الوطني وعلاقته بالمجلس الرئاسي. وأؤكد على كلامي أن حفتر لم يقص، وهناك المادة الثامنة ومجلس النواب لم يعتمدها، وهي المتعلقة بالقادة العسكريين، كما أن الحكومة مهمة جدا الآن في ليبيا، ولدينا الآن حكومة في المنطقة الشرقية وأخرى في المنطقة الغربية، ومجلس النواب وهو السلطة الشرعية، وهناك أيضا المؤتمر الوطني في طرابلس، والمفروض أنه منته لكنه يمارس عمله، وتشكيل الحكومة الهيكلية المؤقتة التي وضعت في حوار الصخيرات، أعتقد أنها هيكلية مناسبة للم الشمل، بحيث يصبح لدينا حكومة واحدة، القرار واحد، حتى لا يتصرف كل طرف من نفسه، لكن الأهم هو آلية العلاقة بين المجلس الرئاسي، المفروض أن يتكون من تسعة أشخاص يمثلون رئيس الدولة، والعلاقة بين المجلس الرئاسي والحكومة، هذا جانب، والعلاقة بين مجلس النواب كسلطة تشريعية والحكومة، كذلك تشكيل الحكومة القادمة يجب أن يكون عدد الوزراء فيها ضئيلا، في نفس الوقت يجب أن نختار شخصيات ذات كفاءة عالية وقادرة على الوصول بهذه الحقبة إلى مرحلة الاستقرار، وأعتقد أن الحكومة غير مطالبة أكثر من لم الشمل والسعي إلى الاستقرار في دولة ليبيا، وبإذن الله ليبيا بإمكانياتها وموقعها وبما لها من ثروات من الله سبحانه وتعالى، سواء المعلنة أو غير المعلنة، سيكون لها شأن كبير في الفترة القادمة.وهل تعتقد أن السراج سينجح ويوفق في تشكيل حكومة أزمة مصغرة؟ بالتأكيد سيواجه بعض الصعوبات، لكنه سينجح في الأخير في تشكيل حكومته، لأن الشعب الليبي كله يتمنى أن يرى حكومة واحدة تسير الشأن الليبي وتسحب السلاح وتفكك المجموعات المسلحة، لتنتهي مشكلة ليبيا بإذن الله.في المقابل، هناك تخوف حقيقي من عمل هذه الحكومة وتوجهاتها؟ تخوف غير مبرر، وأريد أن أشير هنا إلى أن الغرب لديه مصالح كبيرة جدا في ليبيا، وليبيا في واجهة أوروبا مباشرة، بيننا وبينها بحر، ومعمر القذافي ضرب جزيرة لامبيدوزا منذ سنوات من الساحل الليبي، وتوجد صواريخ يمكن أن تضرب روما وغيرها، والإخوة السوريون اجتاحوا أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية، وتوقعي أن الإرهابيين سيجتاحون أوروبا بهذه الطريقة عن طريق البحر، من خلال الهجرة غير الشرعية، وبالتالي أؤكد بأنه من مصلحة الغرب الاستقرار في ليبيا، كذلك الغاز والبترول والنفط والذهب الليبي، وكبرى الشركات الموجودة على أراضينا، فالغرب لن يترك ليبيا لأنها تشكل خطرا، وباعتبارها مركزا اقتصاديا مهما جدا.وفي خضم كل هذه التطورات، هل تتوقع أن دول الغرب ستنفذ تهديداتها بالتدخل عسكريا في ليبيا؟ لقد سمعنا عن طريق وسائل الإعلام تصريح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووزير الخارجية الفرنسي ووزيرة الدفاع الإيطالية (عن التدخل العسكري في ليبيا) وكلام بريطانيا وألمانيا، التي كانت دائما تبتعد وترفض المشاركة في أي قوات أو حروب. وأتوقع أن هذا الكلام كله يعطي مؤشرات على احتمالية تدخلهم عسكريا في ليبيا، لكن تبقى كيفية التدخل مسألة غير معروفة.وكيف سيكون الوضع في حال تدخلهم؟ أتمنى عدم تدخلهم لأن ليبيا خاصة على الأرض غير قابلة للاحتلال، أما إذا كانوا  يتحدثون عن تقديم مساعدة للجيش فنحن مرحبون بها.السراج زار مؤخرا الجزائر ثم القاهرة، ما وراء هذه الزيارات؟الجزائر دولة محورية بالنسبة لليبيا، وليبيا دولة محورية بالنسبة للجزائر، وعندما تندلع الحرب في ليبيا ستعود على الجزائـر وتونـس، كما أن أغلب العمليات التفجيرية الانتحارية التي تتـم في الغـرب أغلـب منفذيـها من تـونس، والتهديـد يأتـي من الجزائر أيضا، خاصة من تونس، وعلينا أن نعترف بوجود ضعف في بلادنا، وهذه مشكلة، في نفس الوقت أؤكد أنه من مصلحة الجزائر أن يكون جيش واستقرار في ليبيا، وبالتأكيد أن زيارة السراج للجزائر والقاهرة هدفها البحث عن دعم ومساندة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات