الجزائر تؤكد دعمها للمساعي الأممية لحل الأزمة الليبية

38serv

+ -

أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أمس، بالجزائر العاصمة، أن الجزائر تتوق إلى تشكيل الحكومة الليبية واستقرارها بطرابلس من أجل ضمان تسوية الأزمة.مضيفا في تصريح للصحافة، عقب المحادثات التي جمعته بالممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة من أجل ليبيا، مارتن كوبلر، أن موقف الجزائر يتطابق شكلا ومضمونا مع موقف الأمم المتحدة، مؤكدا ”ما فتئنا نؤيد مسارا سياسيا في إطار تسوية الأزمة الليبية”. قال عبد القادر مساهل ”ما فتئنا ندعم الحوار الليبي الشامل من أجل الحفاظ على وحدة الشعب الليبي وتماسكه وسيادته”، مشيرا إلى أن لقاءه مع السيد كوبلر يندرج في إطار هذا التشاور ”الدائم” القائم بين الأمم المتحدة والجزائر في سياق تسيير الملف الليبي.واعتبر الوزير أن ”الحظ” بالنسبة لليبيا ينم عن وجود ”توافق دولي”، وأن المنظمات الدولية والإقليمية تساند بالإجماع اتفاق 17 ديسمبر 2015 وفكرة تشكيل حكومة، مذكرا بمنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.وتأتي زيارة مارتن كوبلر إلى الجزائر في إطار استكمال المراحل الأساسية لما بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي نص عليها اتفاق الصخيرات المغربية.من جهة أخرى، فسّرت زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، أمس الأول، للقائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، على أنها تعجيل لإنهاء الاستحقاق الحكومي ومنح الثقة، لاحقاً، لحكومة الوفاق الوطني، موازاة مع البدء بالاستعدادات الغربية للتدخل العسكري في ليبيا، لملاحقة ”داعش”، بقيادة إيطالية.وعلّق نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، بالقول إن ”تصرف السراج أتى بشكل منفرد ولم يطلع المجلس على خطته بزيارة حفتر”، وأوضح ”كنا على تواصل معه، ولساعة متأخرة من الليل، ولم يخبرنا أو يطلعنا على نيته القيام بتلك الزيارة”.فيما اعتبر محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، زيارة فايز السراج لخليفة حفتر، أمرا غير مقبول في حال اعتبار حفتر ”قائدا عاما للجيش”. أما إذا كانت ”بهدف التواصل مع أطراف الصراع الذي يعد حفتر أحدها، فلا بأس منها”، مضيفا أن مهمة القيادة العامة للجيش لابد أن تنقل للمجلس الرئاسي للحكومة بعد التوصل للاتفاق السياسي.في سياق متصل، عيّن الاتحاد الإفريقي، المجتمع في قمته في أديس أبابا، مجموعة من خمسة رؤساء دول للمساعدة في تشكيل حكومة الوفاق في ليبيا، إلى جانب محاولة التصدي لتقدم داعش هناك. واعتبر مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، أن ”داعش” يتقدم باتجاه شرق ليبيا، ويضرب المنشآت النفطية في راس لانوف، ويرغب في توسيع وجوده، بما في ذلك في الجنوب.غارات جوية مجهولة على سرتميدانيا، نفذت طائرات مجهولة غارات جوية على معاقل تنظيم ”داعش” في مدينة سرت الليبية، أول أمس. ووسط تكهنات غربية بتدخل دولي وشيك ضد التنظيم في ليبيا، أكدت مصادر ليبية أن عناصر ”داعش” اختفوا صباح أمس من شوارع المدينة، التي يسيطر التنظيم على مفاصلها منذ أكثر من ستة أشهر، وأن قيادات التنظيم المتطرف، نقلوا عائلاتهم من محل إقامتهم بفندق سرت الكبير.وسبق وأن تعددت الغارات الجوية التي استهدفت مواقع تنظيم ”داعش” في ليبيا خلال الستة أشهر الماضية، دون أن يتم الإفصاح في الغالب عن هوية الطائرات التي تقوم بمثل هذه العمليات وأهدافها، إذ تبقى هذه الغارات محدودة الزمان والمكان. وبغض النظر عن العمليات الجوية المصرية الصريحة التي قامت بها في درنة في فيفري 2015، في أعقاب مقتل الأقباط المصريين، فقد تعددت الفرضيات حول هوية الطائرات التي تقوم بهذه الضربات الجوية، حيث تفترض مؤشرات بأنها ضربات تقوم بها طائرات غربية، وخاصة فرنسية، إلا أن الأخيرة كذبت ذلك.ووسط مخاوف الغرب من أن التنظيم يستعد لنقل مراكزه من الرقة السورية إلى سرت الليبية، كشفت وسائل إعلام بريطانية أن فريقا من ضباط الجيش والمخابرات البريطانية نفذوا عمليات استطلاع سرية في ليبيا الأسبوع الماضي.وبعد تأكيدات البنتاغون أنه يأخذ تهديدات ”داعش” في ليبيا مأخذ الجد، وأنه يدرس خياراته للتصدي لتمدد التنظيم، سيعقد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اجتماعا بخصوص تنظيم ”داعش” في روما، اليوم الثلاثاء، يتطرق إلى مسألة تنامي ”داعش” في ليبيا، وهو ما يعني أن تكهنات التدخل الغربي في البلاد قد تتحوّل قريبا إلى أمر واقع، وتشارك فيه كل من أستراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمرك ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والعراق وإيطاليا والأردن والكويت ونيوزيلندا وهولندا والنرويج وقطر والسعودية وإسبانيا والسويد وتركيا والإمارات العربية المتحدة، فيما تغيب الجزائر عن الاجتماع، وهو ما أرجعته وسائل إعلامية إلى رفضها التدخل الأجنبي في ليبيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات