+ -

ما حكم قول بعضهم: الأوروبيون خيرٌ من المسلمين في معاملاتهم وأخلاقهم؟ ينبغي للمسلم أن يعتقد أن سائر الأديان قد نُسِخَت بالإسلام، وأن الإسلام هو دين البشرية جمعاء، فلا يقبل الله من أحد دينًا سواه، ولا يرضى بشرع غيره، قال تعالى: {إن الدينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَم}، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا}.فالمسلم الذي يَدينُ بدين الإسلام ويحتكم إلى شرعه هو بلا شك أفضلُ عند الله تعالى من الكافر أو المشرك الذي لم يعتقد بعقيدة الإسلام ولم يرضَ بشريعته ولم يؤمن برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولا بكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وحتى إن كان ذلك الكافر ذا خُلُق ومعاملة حسنة، فالمسلم خيرٌ منه بدينه وتقواه، والواجب عدمُ إقرار الكافر على كفره، وبغضُه في الله لكفره بالله، وعدمُ موالاته ومودته وتفضيله على المسلم بأي حال، لقول الله تعالى: {لاَ يَتخِذِ المُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، وقوله سبحانه: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادونَ مَنْ حَاد اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.كما تجب مخالفتُه وعدم التشبه به فيما كان خاصا به وفيما كان من اعتقادهم الباطل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ”مَن تشَبه بقوم فهو منهم”، وقوله صلى الله عليه وسلم: ”خالِفوا المشركين..” الحديث.ولا يخفى على قائل العبارة الواردة في السؤال وعلى أمثاله ممن يفضلون الكفار على المسلمين أو يحبونَهم أو يتشبهون بهم ما فعله المحاربون منهم وما يفعلونه في بلاد المسلمين وشعوبهم من جرائم بشرية لا تُغتفَر ولا تُنسى ولا تُمحى من ذاكرة التاريخ، فأين الرحمة أو حُسن المعاملة أو الأخلاق الرفيعة أو حقوق الإنسان أو..؟!في حين أن دينَنا الإسلامي هو دين العدالة ودين حقوق الإنسان، فقد أمرنا بإنصاف الكفار غير المحاربين وإسداء الخير لهم وعدم أذيتهم في مال أو دم أو عِرض، لقول الله سبحانه: ”لاَ يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَروهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إن اللهَ يُحِب الْمُقْسِطِينَ}.أما ما يصدر عن بعض المسلمين من سوء معاملة أو غش أو تكبر أو غيرها من الذنوب والخطايا فهو نتيجة عن البعد عن تعاليم الإسلام وأحكامه وشريعته التي تضمن السعادة في الدارين، ونتيجة عن ترك العمل بما في كتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك شرا إلا حذرهم منه.فعلى هؤلاء التوبة والرجوع إلى الدين الحق والعمل به حتى تعود العِزة إلى المسلمين كما كانت من قبلُ، قال تعالى: {إِن اللهَ لاَ يُغَيرُ مَا بِقَوْمٍ حَتى يُغَيرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ}، وقال سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمةٍ أُخْرِجَتْ لِلناسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات