+ -

 حراس الإسلام نائمون، وداره مهددة من النوافذ والأبواب، والهجوم يتجه إلى الأطراف والقلب معًا، والهاجمون تراودهم الأماني أنهم هذه المرة منتصرون، وأن حظهم سيكون أفضل من حظوظ آبائهم الأقدمين!بل إن الصليبية الحديثة وقتت للقضاء على الإسلام آجلاً في إفريقيا وآجلاً آخر في جنوب آسيا، والخطة المعلنة ألا ينقضي هذا القرن العشرون حتى ترفرف راياتها على أقطار فيحاء ينسحب الإسلام منها أبدًا.أما في صميم الدار والعواصم القديمة، فالغزو الثقافي يعمل دائمًا على توهين الإيمان وإضعاف الأخلاق وإشاعة الإلحاد وبث الفساد وتعليق الشباب بالدنيا والجرأة على شرب المسكرات والمخدرات.والويل لأمة تضيع الصلوات وتتبع الشهوات، إنها تحيا يومها سبحًا وتلقى غدها رفات، وأما الأطراف الممتدة في وسط إفريقيا وغربها وشواطئ الهادي والهندي، فقد استغلت البعثات التبشيرية أزمات الجفاف المتلاحقة ومصائب الجوع والمرض والضياع، وشرعت تعمل عملها في سرقة العقائد.وقد أعلنت أن المسيحيين زادوا 13% هذه السنة، ويوشك أن تتحقق الأحلام في السنين القادمة. وأنا أعلم أن ملاجئ الأطفال استقبلت الألوف من يتامى الحروب والفتن التي نشبت هنا وهناك!ومع أنهم أولاد مسلمون بالنسب والوراثة، فقد مهدت لهم حياة جديدة لا صلة لها بما كان، والمسؤولية تقع على رأس الأمة الإسلامية التي لا تدري ما يصنع بها ولا ما يبيت لها.إنني أرفَع عقيرتي محذرًا من الغارات السرية والعلانية التي نتعرض لها في كل ميدان والتي تسربت تحت أكثر من عنوان. يجب أن يحيا الانتماء الإسلامي ويقوى ويعود سيرته الأولى، وأن نوقظ الجامعة الإسلامية من سباتها لتتحرك بمشاعر الأخوة المتماسكة المتراصة، قد ذكرتُ في حديث سابق أنني عندما زرتُ أوغندا، قال لي رجل أشيب (وهو يعتب) لماذا جاء آباؤكم إليها بالإسلام إذا كنتم تتركوننا ولا تهتمون بأمورنا؟!وقد تعاون معهد الفكر الإسلامي بأمريكا مع الجامعة الإسلامية في الجزائر على إرسال بعثة صغيرة إلى وسط القارة المهجورة (إفريقيا) فاستقبلت استقبال الفاتحين، وهرعت الجموع إليها مستبشرة وكأنهم يقولون: أين أنتم؟ إننا إليكم الأشواق!علينا أن نتحرك لنواجه زحوفًا مادية وأدبية تريد القضاء علينا ولا تستحي من المصارحة بأن الإسلام ينبغي أن يلقى ضربة قاتلة مع نهاية هذا القرن. علينا أن نشكل من أجهزة الدعوة كلها خطوط دفاع جديدة ترد ”البلاء المقبل”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات