38serv
الزائر لبعض المدارس الابتدائية ببلديتي العبادلة وتبركانين بولاية عين الدفلى، يستغرب لحالة الإهمال واللامبالاة التي تتخبط فيها هذه المؤسسات جرّاء النقائص المُسجلة، حيث تحوّلت إلى مدارس خارج مجال التنمية، ويبقى الأولياء يشتكون من حالة تمدرس أبنائهم في ظل صمت تام من طرف السلطات المعنية. حسب معاينتنا الميدانية وحديثنا مع بعض التلاميذ وبعض الأولياء العاملين بالمؤسستين، فإن النقائص المسجلة على مستواها صارت “لا تطاق”، فبمدرسة الشهيد عبد لعزيز بلوة بالعبادلة، يواجه المتمدرسون مشكل انعدام تهيئة الساحة التي تغرق في الأوحال، كما تعرف المؤسسة تدهورا عبر الكثير من المرافق الموجودة بها، على غرار المراحيض، إضافة إلى انسداد مجاري قنوات الصرف الصحي، ناهيك عن وضعية المطعم الذي لا يستجيب لقواعد الإطعام الصحي ولا تحترم فيه أدنى مقاييس النظافة. يأتي هذا في وقت تعرف فيه الأقسام تدهورا كبيرا بسبب تسرب مياه الأمطار داخل الحجرات في فصل الشتاء، الأمر الذي من شأنه التأثير كثيرا على تركيز التلميذ داخل القسم، إضافة إلى ما يتبع ذلك من أضرار صحية يمكن أن يتعرض لها التلاميذ، بعد أن ينخر البرد القارس أجسامهم. ونفس الوضعية تشهدها مدرسة محمد كرشوش بحي دقيش ببلدية تبركانين، حيث أن الساحة المتواجدة بها مغمورة بالأوحال، مما يحرم التلاميذ من الركض أو استعمالها في أي نشاط رياضي أو تثقيفي، كما أن الأسقف على مستواها منهارة، ويُعاني التلاميذ والموظفون بها على السواء من أزمة ندرة الماء الشروب، حيث أن المؤسسة تتزوّد بهذه المادة مرة واحدة في الأسبوع، الأمر الذي يحتم على مدير المؤسسة تخزين الماء داخل الصهاريج الزنكية، رغم الخطورة التي يمكن أن تشكّلها هذه العملية على صحة وحياة التلاميذ والموظفين.وحسب معاينة “الخبر” لذات المؤسسة، فإن التلاميذ يواجهون خطر الحوادث بسبب وجود قنوات مكشوفة بمدخل الباب الرئيسي وانعدام التشجير الذي من شأنه توفير الحماية من أشعة الشمس المحرقة خلال ارتفاع درجات الحرارة، خاصة وأن التلاميذ لا يتجاوز سنهم الثالثة عشرة.ولعل الشيء الوحيد الذي يثير ارتياح التلاميذ وأولياءهم على مستوى المؤسستين، هو وجود التأطير الكافي الذي وفّرته مصلحة الموظفين بمديرية التربية لضمان التمدرس ونجاح التلاميذ، لكن يبقى نداء التلاميذ وأوليائهم موجّها للوالي المعين حديثا بضرورة التدخل لإجبار المسؤولين المحليين على القيام بمسؤولياتهم قبل حدوث كوارث بالمدرستين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات