"تعيين حفتر قائدا للجيش الليبي سيفجّر حربا أهلية شاملة"

38serv

+ -

لم يحدث اتفاق الصخيرات والمجلس الرئاسي المنبثق عنه خرقا في الأزمة الليبية، بل على العكس، قسم مجلس النواب في طبرق والمؤتمر الوطني في طرابلس ومن خلفهما كتائب الجيش والثوار السابقين، وبدل أن توحد حكومة الوفاق الوطني الشعب الليبي المنقسم بين حكومتي الأزمة والإنقاذ، أصبح لليبيا ثلاث حكومات الأولى في البيضاء شرقا والثانية في طرابلس غربا، وثالثة في المهجر بتونس، والأخطر من ذلك تأكيد أمراء الحرب المهيمنين على القرار في ليبيا على رفضهم لحكومة السراج في تونس، واحتمال قيام حكومة رابعة. “لا أتخيل كيف ستقيم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس دون إراقة الدماء”، تصريح أدلى به أحد الضباط الليبيين الموالي للمؤتمر الوطني في طرابلس لـ”الخبر” دون ذكر اسمه، مشيرا إلى أن الأوضاع في العاصمة رافضة لفكرة استقبال حكومة الوفاق الوطني وبالأخص ثوار طرابلس، أما بالنسبة لكتائب مصراته، القوة المهيمنة في غرب ليبيا، فأكد ذات المصدر أنها لم ترس على قرار واحد بالرغم من أن مصراته ممثلة في المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق بأحمد معيتيق نائب رئيس الحكومة، ومدعومة بفتحي باشاغا أحد قادتها السياسيين، لكن هذا لم يكن كافيا لضمان إقناع كافة كتائب المدينة لدعم حكومة الوفاق “عسكريا”.ويعتقد ذات المصدر أن إصرار مجلس النواب على تعيين الفريق أول خليفة حفتر قائدا للجيش في حكومة الوفاق الوطني سيفجّر حربا أهلية شاملة في ليبيا أكثر مما هي عليه الآن، لأن ثوار ليبيا ينظرون إلى حفتر على أنه رجل عسكري يريد استنساخ نظام قذافي جديد تابع للسيسي في مصر.السراج لم يأت من فراغ، والبرغثي.. الخيار الذكيولا ينظر ثوار طرابلس والجهة الغربية بعين الثقة لاختيار المبعوث الأممي السابق بيرناردينو ليون لرجل لأعمال فايز السراج رئيسا لحكومة التوافق، خاصة أنه عضو في مجلس النواب الداعم للجنرال خليفة حفتر قائد عملية الكرامة، وإن ابتعد عنه قليلا بعد اختياره لهذا المنصب.لكن أطرافا أخرى ترى أن السراج لم يأت من فراغ، بل هو رجل منحدر من عائلة ليبية عريقة في طرابلس، ولها جذور ومتمرسة في السياسة منذ نحو 200 سنة، فوالده كان من بين مؤسسي المملكة الليبية في عهد الملك السنوسي (الجزائري) وكان نائبا في أول برلمان ليبي، كما أن عائلة السراج المنحدرة من أصول تركية، حسب بعض المصادر، متمرسة في البيروقراطية الليبية، لكن اختياره بتلك السرعة قبل أن ينضج الحوار أثار حفيظة بعض الأطراف في معسكري طرابلس وطبرق.أما مهدي البرغثي قائد كتيبة الدبابات في بنغازي على الرغم من أنه من المحسوبين على قادة عملية الكرامة بقيادة حفتر، إلا أنه يلقى قبولا لدى كتائب فجر ليبيا بل حتى لدى مجلس ثوار بنغازي وأنصار الشريعة الذين يقاتلهم في بنغازي. ويوضح أحد زملاء مهدي البرغثي لـ”الخبر” سر هذه المفارقة، أن هذا الأخير الذي كان مهندسا في سلاح المدرعات في عهد القذافي قاتل إبان الثورة جنبا إلى جنب مع ثوار بنغازي ومع مقاتلي أنصار الشريعة وترتب عن ذلك مودة بينهم، وعندما أطلق حفتر عملية الكرامة لم ينضم البرغثي إلى أي من طرفي الصراع، واختار الحياد، كما لم يقم مقاتلو أنصار الشريعة بمهاجمة معسكراته، إلا أن ظهور تنظيم داعش في بنغازي ومهاجمته معسكر كتيبة الدبابات 204 كان سببا في انضمام البرغثي إلى عملية الكرامة.وأوضح ذات المصدر أن البرغثي ليس على وفاق تام مع حفتر، لأنه رجل متحفظ من حكم العسكر رغم أنه عسكري، وهذا ما دفع حفتر إلى عدم تزويد البرغثي بالذخائر بالشكل الكافي.ثلاثة أطراف تتصارع للسيطرة على أجدابيايخشى الليبيون من أن يؤدي فشل الحوار الليبي الليبي إلى انتقال المأساة الليبية من بنغازي إلى أجدابيا، خاصة وأن حفتر أكد في أحد تصريحاته أنه يكاد يسيطر على بنغازي وسينتقل بعدها إلى أجدابيا ومن ثم إلى البريقة وراس لانوف والسدرة.وحسب مصادر عسكرية ليبية، فإن أجدابيا أصبحت الآن مقسمة بين ثلاثة أطراف رئيسية، قوات من الجيش والأمن الموالين لحفتر متمركزين في شرق أجدابيا على الطريق المؤدية إلى بنغازي، مجلس شورى ثوار أجدابيا مشكل في غالبيته من أنصار الشريعة والدروع وثوار سابقين ويتمركز جنوب أجدابيا، أما قبيلة المغاربة والتي يقود قطاعها العسكري العقيد بشير بوظفيرة فتسيطر على وسط وغرب المدينة. بالإضافة إلى إبراهيم جضران قائد حرس المنشآت النفطية الذي يتحكم في الموانئ النفطية من الزويتنية شرقا إلى السدرة غربا، والمنحدر من قبيلة المغاربة.والقتال الآن جاري بين رجال حفتر في المدينة ومقاتلي مجلس شورى أجدابيا، بينما يقف قادة قبيلة المغاربة على الحياد رغم رفضهم دخول حفتر إلى المدينة، خاصة بعد محاولة اغتيال إبراهيم جضران في طبرق معقل قوات حفتر، ورفض هذا الأخير ضم جضران إلى قيادة عملياته باعتباره مدنيا وليس عسكريا، ما دفع جضران إلى التحالف مع مصراته خصومه السابقين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات