مجلس أمة.. أم "سبيطار"؟!

 شيء مضحك هذا الذي حصل في مجلس الأمة، حيث سيطر الأطباء على كل المناصب في هياكل المجلس، من نائب الرئيس إلى رؤساء اللجان، فما هو المبرر؟! بعضهم قال إن سيطرة الأطباء على هياكل المجلس تعود إلى الحالة الصحية لكل قيادات الدولة، من الرئيس إلى رئيس مجلس الأمة إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى رئيس المجلس الدستوري! فهذه الوضعية تتطلب وجود الأطباء في مناصب قريبة من هؤلاء المسؤولين، لتقديم الإسعافات الأولية عند حدوث طارئ صحي! وأن نواب مجلس الأمة المعيّنين من قبل الرئيس أو المعيّنين بالشكارة من طرف الأفالان، كما قال أويحيى، لهم حساسية زائدة إزاء الحالة الصحية لرؤساء المؤسسات الدستورية في البلاد، ولهذا ثمّنوا الأطباء كعربون تضامن مع قيادات هذه المؤسسات ضد المرض. بعضهم قال أيضا إن سيطرة الأطباء على هياكل مجلس الأمة تعود بالأساس أيضا إلى أن وضع الاقتصاد ووضع البلاد يعاني من أمراض شديدة التعقيد، ويمكن أن يعالجها الأطباء أكثر من غيرهم.. ووجود أطباء في هياكل مجلس الأمة معناه محاولة لمعالجة حالة “الكوما” التي عليها هذه المؤسسات منذ سنوات! بعضهم الآخر قال إن هؤلاء الأطباء فشلوا في إنعاش القطاع الصحي في البلاد، والدليل على ذلك أن رئيس مجلس الأمة ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وجل الوزراء يتداوون في الخارج! ومن فشل في مهنته لا يمكن أن ينجح في مهنة أخرى كالسياسة أو التشريع أو غيرهما، وأن هؤلاء سيفعلون بالتشريع ما فعلوا بقطاع الصحة، وفي القريب العاجل. أغرب ما حدث في هذه المؤسسة الدستورية هو أن لجنة الدفاع الوطني ترشح لها جنرال، وهو الجنرال بن قرطبي، المعيّن في الثلث الرئاسي! ولكن النواب فضلوا عليه نائبا آخر كان قبل النيابة يشتغل إماما! وهذا معناه أن الأطباء المختصين في الطب العام ليسوا على يقين من معالجة رؤساء المؤسسات الدستورية الشيوخ! وقد يحتاجون إلى الاستعانة بالطب التقليدي باستعمال هذا الإمام في الرقية!وتصوروا حالة وزارة الدفاع وهي تتعامل مع هذا الإمام في ترتيب الاجتهادات الخاصة بملاحقة الإرهابيين بواسطة إصدار الفتاوى من طرف هذا الإمام!لقد وصل حال البلاد في المؤسسات الدستورية السيادية إلى مثل هذه الأمور المضحكة.. ولكن هؤلاء القوم أصبح لا يهمهم العبث.. حتى أن زعيم الأرندي بالنيابة يفتخر على الأفالان كونه لم يستعمل نوابه الشكارة في تولي المناصب في مجلس الأمة[email protected]