"استمرار سوق العملة السوداء في الجزائر أمر عجيب"

+ -

أكد الخبير الاقتصادي والمالي الدولي، كريستيان دوبواتسيو، أمس، على أن المؤشرات العالمية تتجه نحو عدم تعافي الاقتصاد العالمي في المدى القريب، بالنظر إلى طبيعة المعاملات وتهاوي أسعار المحروقات التي أشعلت “حرب العملات”، مؤدية إلى تباطؤ النمو عبر العالم. في هذا المجال، قال محافظ بنك الجزائر، محمد لكصاسي، خلال إشرافه، أمس، على محاضرة الخبير دوبواتسيو بجنان الميثاق، إن الأرقام الاقتصادية أشارت إلى وتيرة بطيئة للاقتصاد في العالم لم تتجاوز خلال الأشهر الأخيرة من 2015 نسبة نمو تقدر بـ 3,3 في المائة. وذكر في السياق تراجعا كبيرا في النشاط الاقتصادي العالمي والصيني بالدرجة الأولى، وهي الظروف التي أدت إلى انهيار الأنشطة التجارية الدولية بحوالي النصف، واستند في ذلك على الأرقام المنشورة من قبل صندوق النقد الدولي.أرقام الأفامي “متفائلة”قال الخبير الدولي كريستيان دوبواتسيو إن الأرقام المقدمة من قبل صندوق النقد الدولي “الأفامي” بشأن نسبة نمو العالمي متفائلة، على اعتبار أنها لا تعكس حقيقة الوضع القائم، وأشار إلى أن نسبة النمو تبقى في حدود 3 في المائة، بسبب تواصل الأزمة النفطية وصدمة سعر الذهب الأسود في السوق الدولية. وعلل المتحدث هذا الرأي بالقول: “لسنا في 2009 وإنما سنة 2016”، في إشارة إلى أن الظروف والمعطيات كلها تغيرت.وذهب الخبير إلى القول إن هذه الوضعية المتأزمة مهددة بالاستمرار في المستقبل، وهو الأمر الذي انعكس على “تعطل” المنظمة العالمية للتجارة لتفرض تضاعف العلاقات والعقود التجارية الثنائية بين البلدان، بدلا من الشركات متعددة الأطراف، ما يعني أن انعكاسات تهاوي أسعار المحروقات تجد تبعاتها على مستوى الأنشطة التجارية.خلال تطرقه إلى ممارسات السوق الموازية للعملة الصعبة في الجزائر، قال كريستيان دوبواتسيو إن “استمرار هذه الوضعية أمر عجيب”، مؤكدا على ضرورة إيجاد التوازن بين الاقتصاد الموازي والممارسات الشرعية القانونية، مشيرا في هذا الشأن إلى التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية لاسترجاع هذه الكتل النقدية في إطار العفو الجبائي المقرر، واعتبر الأموال المتداولة خارج القنوات الرسمية مصدرا مهما لتمويل الاقتصاد، خاصة في الظرف الحالي، مستدلا بالدور الذي تلعبه الأموال التي يطلق عليها اسم “شادو بانكينغ” في الصين لتغطية تمويلات الاقتصاد، فيما استطرد عبر التأكيد على ضرورة إنفاق هذه الأموال لتمويل الأنشطة الاقتصادية الحقيقية، والبحث عن جسور للتواصل بينها وبين السوق المنظمة لتفادي الأخطار التي قد تأتي من هذا المصدر.وفي نفس السياق، ذكر المتحدث أن أسس الصرف الإسلامية أحد البدائل المهمة لتمويل الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن العديد من الدول الغربية بدأت تأخذ هذا الاتجاه، للحصول على جزء كبير من الأموال المتداولة عبر العالم.الرساميل العالمية تنتقل في الاتجاه الخاطئأكد الخبير الاقتصادي أن وجهة انتقال رؤوس الأموال بين الدول معكوسة بفعل الأزمة، على اعتبار أنها مرشحة للخروج من الدول الصاعدة إلى الدول المتقدمة، بدلا من أن تكون وجهة الاستثمارات نحو الدول النامية، بحكم ارتفاع حجم المشاريع المحتاجة إلى التمويل. وقال، كنتيجة حتمية لهذه الوضعية، إنه من المتوقع أن تشهد سنتا 2016 و2017 أزمة اقتصادية ومالية مصدرها الدول النامية، على غرار تلك التي عرفها العالم سنة 2007 مصدرها الولايات المتحدة الأمريكية، لتنبئ عن حرب بين العملات العالمية لاسيما الدولار الأمريكي والعملة الأوروبية الموحدة، بالإضافة إلى العملات الأخرى الصاعدة كما هو الشأن بالنسبة للعملة الصينية.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات