زعيم “البطرونة” الجزائرية الذي “أبطرته” السلطة بالمشاريع، قال لمنتقديه “القافلة تسير والكلام تنبح”! ويظهر أن زعيم “البطرونة” لا يعرف شيئا عن خلفيات نباح الكلاب، فالكلاب إذا نبحت على القافلة فإنها تنبح لأحد أمرين: إما القافلة فيها السرّاق، وإما فيها صناديق مسروقة من البنك... وهي حالة من ينبح كالكلاب على قافلة “البطرونة”! أو أن من يمر بالقافلة على الكلاب هم الأغراب... والكلاب عادة تنبح على الأغراب... إذن فقافلة الرئاسة التي تنبح عليها الكلاب قد يكون بها أغراب “البطرونة”، أو بها الصناديق المسروقة من البنك المركزي.. وفي الحالتين فإن الكلاب النابحة على قافلة “البطرونة” لها كل الفضل والحق في النباح! فهي بنباحها تقدم خدمة للشعب الجزائري في كشف المستور، قد لا تقدمها كل أجهزة الدولة مجتمعة؟!وبالمناسبة هناك كتاب قيّم ألفه المزرباني، وهو إخباري ومؤرخ خرساني عاش في بغداد، في القرن العاشر الميلادي.. واسم الكتاب “فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب”... وقد أرسله لي المرحوم الهاشمي قدور من بغداد عندما كان سفيرا هناك قبل 30 سنة... وفي الكتاب قيم كلبية تسمو على القيم البشرية، وكانت مناسبة إرسال الكتاب إليّ من طرف السفير الهاشمي، أنني كتبت واصفا تصرفات أحد الملوك العرب بالتصرفات الكلبية، فأرسل لي المرحوم الهاشمي الكتاب ليقول لي بأنني أخطأت التشبيه، فالكلاب أفضل ممن لبسوا الثياب حتى ولو كانوا ملوكا...! ولبسوا ثيابا من الحرير أو “الألباڤة” أو حتى “بيار كاردان”! المرحوم الهاشمي كان أحد المثقفين والإطارات النادرة في وزارة الخارجية في عهد بومدين، وكان أحد الأربعة الذين يكتبون خطب وزير الخارجية بوتفليقة وهم الهاشمي قدور وعبد القادر بن قاسي، رحمه الله، الذي قتلته عجوز بسيارتها في شوارع باريس وهي ثملة !ومولود قاسم قبل أن يلتحق بالرئاسة ووزارة الشؤون الدينية، والرابع نسيت اسمه، وقد يكون نور الدين كروم، على ما أعتقد.ومن خصال الكلاب التي ذكرها المزرباني أن الكلب لا ينبح إلا على السارق أو الغريب، وينبح بما يشبه العويل عندما يضربه الصغار! فالأكيد أن الكلاب التي تنبح على قافلة “البطرونة” وهي تسير، قد أحست بأن القافلة تحمل أشياء مسروقة ويقودها مشبوهون أغراب عن السلطة والرئاسة والحكومة.. ولذلك تنبح الكلاب بالغريزة... ولا مجال للشك في صدق نباحها! وإن ما تنبح عليه الكلاب يحمل شبهة. ورغم أن القافلة تجرها البغال والحمير، تماما مثلما تجر السلطة عندنا الآن من طرف من يشبهون من تنبح عليهم الكلاب.. إلا أن الغرائز الكلبية لا تسمح للكلاب بالنباح على الحمير والبغال، وتنبح عمن يستخدم الحمير والبغال في سرقة السلطة أو سرقة بيت مال المسلمين !هناك خاصية أخرى للكلاب، وهي خاصية “التلحليح” لمن يطعمها، وأشهد أن هناك قنوات فضائية تقوم بدور “التلحليح” للبطرونة وهي تطعمها من هذا المال.وأسكت هنا حتى لا أقول كلاما آخر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات