+ -

 فسّر رئيس الحكومة التونسية لحبيب الصيد، احتجاجات ”الشغل والحرية والكرامة” التي شهدتها بحر الأسبوع الماضي عدة ولايات في البلاد، بأنها وليدة سنوات وتراكمات لمشاكل التنمية وتفشي البطالة وتعبر عن ”احتقان” شعبي.وكشف الصيد، أمس الأربعاء، في جلسة عامة للحوار بمجلس نواب الشعب برئاسة محمد الناصر، تناولت الوضع الراهن الاجتماعي للبلاد، أن تونس تعرف وضعا استثنائيا وصعبا وصفه بـ”الأزمة” في دواليب المجتمع التونسي، وضع برأيه لا تتحمل أسبابه وتبعاته الحكومة وحدها، بل تتحمله الأحزاب بمختلف الحساسيات والأطياف وفعاليات المجتمع المدني والشعب التونسي. ميدانيا قال رئيس الحكومة التونسي، بأن الطاقم الوزاري قام بزيارة إلى 11 ولاية تشهد هشاشة في مشاريع التنمية ومشاكل اقتصادية واجتماعية وخاصة في مناطق الجنوب، بهدف التعامل مباشرة مع المواطنين والتعرف عن قرب عن مشاكلهم وسماع انشغالاتهم. مضيفا أن ما جرى من أحداث في القصرين وعدة ولايات تونسية نتيجة للبطالة والفقر، يحتاج إلى حلول عاجلة وحلول جذرية تعمل الحكومة حاليا على دراستها. كما ذكر رئيس الحكومة التونسي، بأنه بلغة الأرقام، شهدت تونس نسبة بطالة مرتفعة عقب ثورة جانفي 2011 بلغت وقتها 18 في المائة، لتنخفض إلى نسبة 3ر15 في المائة، نسبة البطالة سنة 2015. مشيرا إلى أن حكومته وجدت حلولا ظرفية لمسألة التشغيل وخصوصا الكوادر والحاصلين على الشهادات العليا. وأشار إلى أن الحكومة درست الوضع عقب الاحتجاجات ووضعت إجراءات عاجلة للحفاظ على الوضع الأمني ودرست الإمكانيات من أجل إعطاء حلول وأمل للشباب الغاضب . كما لفت الصيد إلى أن تونس تمر بفترة عصيبة جراء العمليات الإرهابية الثلاث المتتالية التي ضربت كل من منتجع سوسة ومتحف الباردو، وآخرها الاعتداء على حافلة الأمنيين بشارع محمد الخامس بقلب العاصمة تونس، وهي اعتداءات تسبّبت في تعطيل آلة السياحة التي تعتبر عصب الاقتصاد التونسي وتهدد مناصب الآلاف بإحالتهم على البطالة.وشدد الصيد، على أن بلاده ستدافع على أسس الانتقال الديمقراطي، ولن تتراجع عنه بعد ثورة جانفي 2011، لافتا إلى أن الشعب والجيش والحرس الوطني متماسك للدفاع عن البلاد في أصعب الوضعيات.للإشارة، شهدت تونس موجة من الاحتجاجات ”الكرامة والحرية” شهدتها عدة ولايات فقيرة للمطالبة بالتنمية والشغل، أسفرت عن مقتل عنصر أمني والعشرات من المصابين، دفع بالسلطات إلى إقرار حظر التجول من الساعة العاشرة ليلا إلى الخامسة صباحا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات