ساركوزي يتعرّض إلى موجة من التهكم والسخرية

38serv

+ -

يواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي موجة من الانتقادات بسخرية وتهكم، بعد صدور كتابه أول أمس، والمعنون بـ”فرنسا للحياة”، سواء في وسائل الإعلام الفرنسية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “تويتر”، وذلك بسبب الأخطاء التاريخية الفظيعة التي تضمنها كتابه، والتي دفعت بمجموعة من الناشطين إلى تخصيص “هاشتاغ” على تويتر بعنوان “إعادة كتابة التاريخ حسب ساركوزي” ..طرح الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، الذي تولى الرئاسة بين عامي 2007 و2012، والمرشح للانتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة، أول أمس، كتابه الذي يحمل عنوان “فرنسا للحياة”، حيث يقدم فيه تجربته السابقة في الحكم، مع عرضٍ لملامح إستراتيجيته الجديدة، وقال “ساركوزي” إنه يطرح من خلال كتابه عدة أفكار جريئة لفرنسا جديدة، بالإضافة إلى حلول واقعية لإخراجها من المأزق الاقتصادي الحالي.بعيدا عن وصف نيكولا ساركوزي، والمسائل السياسية التي تناولها في كتابه، فقد تحوّل هذا الأخير إلى مادة دسمة للسخرية في فرنسا، حيث فجّر موجة من الانتقاد والسخرية في أن واحد، بسبب أخطائه التاريخية الكثيرة، وهو الذي قال في الكتاب نفسه إنه يجب إعادة النظر في اتفاقيات الهجرة مع الجزائر، يدفع بالكثيرين إلى التشكيك في الفهم الحقيقي للرئيس السابق، لمعنى اتفاقيات وأسبابها، خاصة بالنظر إلى الأخطاء التاريخية والمعلوماتية المرتكبة في الكتاب، رغم أن بعض الأحداث قريبة جدا، فكيف باتفاقيات تمت سنة 1968 بين فرنسا والجزائر .ورغم أن الصحافة الفرنسية اعتبرت كما يقول المثل الفرنسي إن “الخطأ إنساني والمغفرة ربانية”، فلم تستسغ أخطاء ساركوزي التي وصفتها بـ”غير المقبولة” و”الفظيعة “، والتي وصلت إلى خمسة وعنونت بعض الصحف مقالات حول إصدار الكتاب بـ”أخطاء نيكولا ساركوزي الخمسة”، على شاكلة الأخطاء السبع، التي دفعت بناشطين على “تويتر” إلى فتح “هاشتاغ” تحت مسمى “إعادة كتابة التاريخ حسب ساركوزي” وقد دخل في “طوب 5” لأكثر هشتاغ تصفحا على الموقع، وأعاد فيه الناشطون كل الأخطاء التاريخية التي وقع فيها ساركوزي عبر مختلف خرجاته الإعلامية، والتي تجاوزت الثمانية واعتبرها المتصفحون خطيرة جدا، إذا ما جهلها رئيس للجمهورية أو مترشح للرئاسة ورئيس حزب كبير في فرنسا وذهبت إلى القول أن ساركوزي أعاد تشكيل التاريخ بطريقته الخاصة.ومن بين الأخطاء الغريبة والمضحكة التي أشار إليها الإعلام الفرنسي، ذلك الذي ورد في الصفحة 73 وحديث ساركوزي عن الحملة الانتخابية والصراع الذي دار بين المترشحين الأمريكيين للبيت الأبيض، باراك اوباما وجورج ويليام بوش سنة 2008، وتذكر المواقع ساركوزي أن بوش واوباما لم ولن يجتمعا في حملة واحدة، باعتبار أن جوج بوش2، قد قضى عهدتين قبل اوباما، والمترشح الذي واجه أوباما هو جون ماكين، كما ذكر نيكولا ساركوزي أن نيلسون مانديلا بقي 28 سنة في سجن روبان، ليذكره متصفحي الانترنت والمواقع عبر “الهاشتاغ” بان مانديلا بقي في السجن 18 سنة فقط. ومن بين النقاط التي تسجلها الصحافة الفرنسية وذكرها ساركوزي وتخص الشأن الفرنسي، أنه لم يخضع يوما حين كان رئيسا لفرنسا لمطالب وضغوط الشارع، وتذكر الصحف ساركوزي أنه قد ساند قرار زيادة عدد سائقي التاكسي ومع رفض هؤلاء وتعدد المظاهرات الكبيرة، فقد تراجع عن قراره، كما ينسب ساركوزي إلى نفسه الدور الكبير في قرار إقامة مركز “بومبيدو” في “ماتز”، لكن الإعلاميين يذكرونه أن المركز أو المتحف قد اعتمد رسميا سنة 2003، أثناء عهدة جاك شيراك، أربع سنوات قبل انتخابه.لم يثر الكتاب موجة السخرية والضحك فقط، بل أيضا الغضب داخل حزب ساركوزي، بعد أن قام كرئيس حزب بإرسال أيميل للمنخرطين، يطلب منهم اقتناء الكتاب من المساحات البيع واعتبر منافسون في الحزب الأمر حملة مسبقة للرئاسيات عن الحزب الجمهوري سنة 2017 ووصفوها بـ”طريقة للمنافسة غير الشريفة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات