أعاب عليّ أحد القراء (الوطنيين) تشبيهي الجزائر بجمهورية أو إمبراطورية إفريقيا الوسطى.. وقال إن هذا قلة وطنية وتجنيًا على الجزائر وحكام الجزائر اليوم، والحقيقة أن وجه الشبه بين حال بوكاسا الجزائر وحال بوكاسا إفريقيا الوسطى موجود وكبير، وربما حال إفريقيا الوسطى في عهد الإمبراطور بوكاسا أفضل من حال الجزائر اليوم للأسباب التالية:فبوكاسا إفريقيا الوسطى ترك الحكم وذهب إلى فرنسا وأقام هناك ورفض دفع ثمن الماء والكهرباء اللذين كان يستهلكهما في بيته بفرنسا لأنه إمبراطور! ورئيسنا أيضا ذهب للتداوي في فرنسا وربما رفض أيضا دفع ثمن التداوي في فال دوغراس، وقد اضطرت السلطات الفرنسية إلى تسريب الخبر للصحافة وإلى اليمين المتطرف للتساؤل عمن يدفع فاتورة علاج الرئيس الجزائري؟! والهدف هو الضغط على الجزائر لدفع مستحقات العلاج، تماما مثلما ضغطوا على بوكاسا لدفع ثمن الماء والكهرباء بقطعهما عنه. مجرد الحديث عن فاتورة العلاج الخاصة برئيس الجزائر في فرنسا من طرف الفرنسيين، هو إهانة للجزائر ما بعدها إهانة.. حتى ولو كانت الجزائر هي التي دفعت هذه الفاتورة.. لأن مثل هذا التصرف يضع الجزائر ورئيس الجزائر في نفس الخانة التي كان فيها بوكاسا قبل وفاته.نعم.. لقد شعرت بالإهانة كجزائري عندما سمعت أنجيلا مركل تقول للوزير الأول سلال: خذوا عنا أبناءكم الحراڤة فقد لوثوا لنا الحياة في برلين! ولكن مع ذلك لم يكن إحساسي بالغبن قدر إحساسي به عندما قالت بنت لوبان وصحافة فرنسا: من يدفع ثمن علاج الرئيس الجزائري في فال دوغراس؟ لأنني أحسست أن فرنسا تعامل الرئيس الجزائري كما عاملت بوكاسا! فرغم أن بوكاسا كان في إفريقيا الوسطى يخدم المصالح الفرنسية أكثر مما يخدم شعبه في هذا البلد، ووصل به الحال إلى إعطاء الألماس لزوجة جيسكار ديستان، ورغم ذلك، فعندما أصبح مواطنا فرنسيا يعيش في ضواحي باريس، قُطع عنه الماء والكهرباء، لأنه لم يدفع ثمنهما، وهو حال الجزائر أيضا التي تسلّم حكومتها لفرنسا المشاريع بالتراضي وتفضلها على بقية الشركات العالمية في مجال السكك الحديدية والسيارات والمياه والمطارات والجامعات والبترول.. رغم ذلك تتحدث فرنسا عمن يدفع ثمن علاج الرئيس في فال دوغراس!نعم.. مركل من حقها أن “تركل” سلال ولو بالكلمات، لأنها ترى بأم عينيها الجزائر يحكمها نظام “مبركل”، يقمع “فولس فاڤن” لصالح “رونو”، رغم أن الفرق بينهما يشبه الفرق بين سلال ومركل، في إدارة الحكومة في الجزائر وفي ألمانيا.. وبعد هذا أرجو أن لا أتهم بأنني ناقص وطنية، لأنني أحمل حسّا مرهفا يحرص على سمعة البلد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات