الإسلام يجمع بين متطلبات الرّوح والبدن

38serv

+ -

 كلّ نعمة ابتلاء ”لِيَبْلُوَكُمُ أَيُّكُمُ أَحْسَنُ عَمَلاً” إلاّ نعمة محبّة الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.. وكلّ نعمة من علم ومال وجاه وصحّة وبنين إذا أنفقها صاحبها في نفع المخلوقات دامت ونمَت وبُورِك فيها وفي صاحبها وعادت عليه بالطّهارة والخير العميم في الدّنيا والآخرة، ومَن بَخِل بها أو أنفقها في غير حقّ عرّضها للزّوال وهيّأ نفسه لخوض بحور الفتنة في العاجلة ولغضب الله في الآخرة.قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث أخرجه الترمذي: ”لَن تزولُ قَدَمَا عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله مِن أين اكتسبه وفيم أنفقه”، وبهذه النّظرة الشّاملة يمتاز الإسلام عن النُّظم البشرية المختلفة، حيث خلت من النّواحي الإنسانية وجانبت الطّريق السوي، فهي إمّا أن تهدر كرامة الإنسان بالمرّة كما في النّظام الشيوعي، حيث يعتبر المال كلّه ملكًا للدولة، وإمّا أن تفتح الباب على مصراعيه، بحيث يملك الإنسان ما يشاء دون قيد أو شرط وليس لأحد في هذا المال شيء كما في النّظام الرأسمالي.وإذا كانت الفضيلة طرفًا بين رذيلتين، فإنّ الإسلام هو الدّين الوسط الّذي نظّم شؤون النّاس في هذه الحياة تنظيمًا دقيقًا وأعطى كلّ ذي حقّ حقّه دون ظلم أو حيف، وهو الدّين الّذي يصلح لكلّ أمّة ولكلّ زمان ومكان، وهو الّذي يرشّح أبناءه إذا عادوا إليه عن عشق ودراية وتضحية إلى قيادة البشرية قاطبة، ولمثل هذا فليعمل العاملون.. والله الموفّق للصّواب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات