+ -

دفعت الحملة التي قادها العديد من المخرجين والممثلين السينمائيين العالميين، ضد اختيارات أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، هذه الأخيرة إلى تغيير قوانينها. كما أشارت، أمس، رئيسة الأكاديمية شيريل بون ايزاكس، في بيان صحفي إلى أنه سيتم إضافة ثلاثة مقاعد إلى مجلس إدارة الأكاديمية لزيادة التنوع العرقي في القيادات، وقالت الأكاديمية ”ستعرف عملية تغيير تركيبة العضوية بشكل كبير”. وذلك بعد أن جاءت ترشيحات ”أوسكار 2016” خالية من الممثلين ذوي البشرة السمراء، للعام الثاني على التوالي، وهو ما دفع بعدد من كبار الشخصيات في مجال السينما لإعلان مقاطعتهم حفل توزيع الأوسكار على غرار الممثل ويل سميث وزوجته اللذان قادا حملة مقاطعة الأوسكار وانظم إليها الممثل الأمريكي جورج كلوني وآخرون.البشرة السمراء..”ذهبت مع الريح” قد لا يتذكر كثير من الناس، اسم هاتي ماكدانيال، ولكن لا أحد يستطيع أن ينسى تلك السيدة السمراء التي لا تظهر بوجهها في سلسلة أفلام الكارتون الشهيرة ”توم وجيري”، تلك السيدة مستوحاة عن شخصية الممثلة الأمريكية ذات الأصول الأفريقية هاتي ماكدانيال التي تعتبر أول سمراء تتوج بجائزة الأوسكار عن دورها المساعد في فيلم ”ذهب مع الريح”عام 1939، إنها حكاية البشرة السوداء مع جائزة الأوسكار. ليست البشرة السوداء وحدها اليوم من تطالب بحقها في الأوسكار، فحسب تصريح ”شريل بون أيزاكس” رئيسة الأكاديمية فإن ”الأكاديمية لا تريد مزيدا من الانتقادات واحتجاجات بشأن التنوع في الترشيحات للأوسكار العام الحالي”، كيف لا و«الأوسكار” وهي تطفئ الشمعة الـ88، ظلت حكرا على الأمريكيين من ذوي البشرة البيضاء لعقود من الزمن، فقائمة المتوجين بها منذ تأسيسها عام 1929 لم تشمل إلا 14 ممثلا بين رجل وامرأة من غير البيض، وهو ما جعل الكثير يقول إن ”الأوسكار” لا تعكس التنوع العرقي الذي يميز الولايات المتحدة، رغم أن اختيار المرشحين لجائزة الأوسكار هو الأعقد والأكثر دقة مقارنة بعدد المصوتين، إلا أن الغضب المستمر أحرج أصوات مصداقية الـ 6300 عضوا في الأكاديمية، المكونة من العاملين في صناعة السينما، الذين يقومون باختيار المرشح للأوسكار كل عام.بداية أزمة 2016 .. البحث عن مارتن لوثر كينغبدأت أزمة ”أوسكار 2016” عندما نشرت الممثلة ”جادا بينكيت سميث” زوجة الممثل ويل سميث، فيديو تشرح فيه موقفها من الجائزة بمقاطعتها، الذي تزامن مع الاحتفال بيوم ميلاد داعية الحقوق الإفريقي - الأمريكي الراحل مارتن لوثر كينغ، لينضم إليها عدد من المخرجين والممثلين منهم ”ويل سميث” والمخرج ”سبايك لي” اللّذان أعلنوا مقاطعة حفل توزيع جوائز الأوسكار في فيفري المقبل. ويواجه الممثل والكوميدي ”كريس روك” مطالبات بالانسحاب من تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار مع تفاقم الخلاف حول الأمر، الحملة سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم، ليعلن عدد كبير من الممثلين تأييدهم لتصريح منهم المخرج ”سبايك” الذي قال أنه لا يمكنه دعم حفل جوائز ”ناصع البياض”. وأعرب الممثل ”جورج كلوني” والممثلة ”لوبيتا نيونغو”، الحائزان على جائزة الأوسكار، عن خيبة أملهما في الترشيحات. كما انتقد الممثل البريطاني ”ديفيد أويلو” والأمريكي ”دون شيدال” قلة ”التنويع العرقي في اختيار مرشحي الأوسكار”، وقال ”أويلو” إن ”هذه المؤسسة لا تمثل الرئيسة المسؤولة عنها”، في إشارة إلى رئيسة الأكاديمية الافريقية-الامريكية ”شيرلي بون اسكاس”، وأضاف: ”أنا عضو في الأكاديمية، إلا أنها لا تمثلني، كما أنها لا تمثل أمتنا”.مدافعون عن ”الأوسكار”.. لا يمكن التصويت فقط للون البشرةلم يصمت عدد كبير من المخرجين والممثلين من أصحاب البشرة السوداء، على موجة الهجوم ضد جائزة ”الأوسكار”، رغم حساسية الموضوع ”العنصرية” الذي رفع في وجه الجائزة، وقال المخرج البريطاني ”مايكل كين” إنه ينبغي على الممثلين السود ”التريث” للوصول إلى ترشيحات جوائز أوسكار، وأضاف: ”لا يمكن التصويت على ممثل فقط لأنه أسمر البشرة”. وقال ”كين” لقناة ”بي بي سي”: ”هناك الكثير من الممثلين من أصحاب البشرة السمراء، ولا أعتقد أنه يمكن التصويت فقط من خلال لون البشرة” وأضاف كين أن الممثل البريطاني ”إدريس إلبا”، الذي لم يرشح لجوائز الأوسكار لهذا العام، كان ”رائعا” في فيلم ”حوش بلا وطن”، كما قالت الممثلة ”تشارلوت رامبلينغ” المرشحة لأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم ”45 عاما”، إن المقاطعة ”عنصرية ضد البيض”.ورفض النجم الأمريكي ”روبرت ريدفورد” الدخول في الجدل الدائر حول غياب التنوع في جوائز الأوسكار، عند افتتاحه مهرجان ”ساندانس” للسينما المستقلة الذي أسسه. وقال للصحافيين في إطلاقه الدورة الجديدة من المهرجان الذي استحدثه في العام 1985 ويقام في منتجع ”بارك سيتي” للتزلج في ولاية يوتاه غرب الولايات المتحدة: ”جوائز الأوسكار لا تهمني. ما يهمني هو العمل، وما ينتج منه من جوائز أمر رائع، إلا إنني لا أفكر في ذلك”.ديكابريو في حرج.. و”أوسكار بلا طعم”قد تكون جائزة الأوسكار من نصيب الممثل الأمريكي ”ليوناردو ديكابريو” هذا العام، كأفضل ممثل عن فيلم” العائد” المرشح إلى 12 جائزة من بين جوائز الأوسكار، ولكن هذا الجدل قد يضعه في حرج ويجعل فوزه بلا طعم حقيقي، فديكابريو الذي لم يفز بالأوسكار ولا مرة في حياته، رغم الأدوار الكبيرة والهامة التي قام بها في مساره الفني، باتت ”الأوسكار” نذير شؤم في حياته وقد حاصرها صراع ”العنصرية”. ومن المتوقع أن ترفع أصول مخرج المكسيكي إليخاندرو جونزاليز مخرج فيلم ”العائد” من حظوظه للفوز بالأوسكار، لهذا العام في ظل الجدل وأيضا بالنسبة للقيمة الفنية التي يقدمها الفيلم المتوج قبل أسابيع بجائزة ”جولدن جلوب”، في فئة أفضل فيلم، وأفضل ممثل، وأفضل مخرج، يعتبر نقطة فاصلة فى حياة بطله النجم ”ليوناردو دى كابريو”، خاصة بعد المسيرة الكبيرة للممثل دى كابريو ليحصل على أول جائزة أوسكار فى حياته المهنية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات