سياسيون مندهشون من خوف النظام المصري من ذكرى الثورة

+ -

 تكثف الأجهزة الأمنية في مصر استعداداتها وأعلنت حالة استنفار قصوى، استعدادا للذكرى السنوية الخامسة لثورة 25 يناير، تحسبا لأي عمليات إرهابية أو تخريبية، أو اندلاع أعمال عنف أو فوضى. بينما ترى مجموعة من السياسيين أن هذه الإجراءات مبالغ فيها، وأبدت دهشتها من حالة الخوف والارتباك التي تسيطر على نظام الحكم في مصر بسبب اقتراب ذكرى الثورة، وطالبوا السلطة الحاكمة بالتعقل والوقف الفوري لحملة الاعتقالات القمعية، والإفراج عن كل الشباب المسجونين.ككل سنة، تحوّلت شوارع القاهرة وباقي المحافظات المصرية إلى ثكنة عسكرية قبيل ساعات من ذكرى ثورة يناير، وانتشرت قوات الجيش والشرطة أمام الميادين والطرق الرئيسية وعند مداخل ومخارج المحافظات، وأمام المنشآت الحيوية والهامة والشرطية لتأمينها، وتم وضع 1500 كاميرا مراقبة لمتابعة الأحداث والكشف عن المخربين في حال وقوع أعمال شغب، وتخصيص 40 غرفة عمليات، وأكدت وزارة الداخلية أنه لن يتكرر سيناريو حرق واقتحام السجون مرة أخرى، كما حدث في يناير 2011.وتعهد الرئيس المصري في الكلمة التي ألقاها، أمس، بمناسبة احتفالية عيد الشرطة، بالثأر لضحايا الشرطة، وأكد أن مكافحة الإرهاب أمر واجب من أجل الحفاظ على أمن مصر واستقرارها.وفي المقابل، انتقدت مجموعة من الأحزاب والشخصيات العامة في مصر، من بينها، حمدين صباحي، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، والمفكر السياسي الدكتور يحيى القزاز والكاتب علاء الأسواني، الإجراءات والتواجد الأمني المكثف والتشكيلات الأمنية التي دفعتها وزارة الداخلية للتأمين، وأعلنوا في بيان لهم تسلمت “الخبر” نسخة منه، لحملة الاعتقالات ومنع وقمع الراغبين في التظاهر السلمي، وشددوا على أن ذلك لن ينجح في تخويف شباب ثورة يناير من استكمال طريقها ومسارها، وأن ذلك سيولد الغضب والإحباط والعنف. وأضاف البيان “قد آن الأوان أن تدرك السلطة أن مواجهة العنف والإرهاب لن تكون بالمنع والقمع، بل بإطلاق الحريات العامة التي كانت أحد الأهداف الكبرى لثورة يناير الخالدة، ونذكّرها أن الحق في التظاهر السلمي، في ذكرى الثورة أو في أي وقت آخر، هو حق مشروع كفله الدستور وهو في ذات الوقت البديل الآمن الذي يضمن عدم تحول الاحتجاجات السلمية المشروعة إلى ممارسات عنيفة مرفوضة ومدانة، مع التأكيد على أن الدور الرئيسي للسلطة هو حماية الحق في التعبير السلمي عن الرأي لا قمعه”.وفي السياق، قال جورج إسحاق، عضو المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، في تصريح خص به “الخبر”: إن استدعاء الفزع مع حلول ذكرى ثورة يناير “غير مقبول” على الإطلاق، وإنه من الضروري أن يشعر المصريون بالأمن والأمان وأن يفرحوا بهذه الذكرى والثورة العظيمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات