"نتأسف لأن لمين دباغين لم يترك مذكرات تتحدث عنه"

 قال رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، إن لمين دباغين كانت له شعبية كبيرة، خاصة بعد سنة 1945 وإجراء أول مؤتمر لحزب الشعب، وكانت له خلافات ومشاحنات كبيرة مع مصالي الحاج الذي اختلف معه في المنهج والرؤى، مع جماعة فرحات عباس وبن جلول المنادية بسياسة الإدماج، وقد حاول دباغين استمالتهم وإقناعهم بأن الجزائر لها رموزها وثقافتها وشخصيتها، ولا يمكن الدخول في مصالحة مع فرنسا، ويجب تحويل النضال إلى العمل المسلح، ما دفعه إلى الانسحاب سنة 1947 من الحزب، وبالتالي العودة إلى مجال الطب.تحدث رضا مالك، خلال الندوة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، أمس، بالمركز الثقافي العربي بلمهيدي، بمناسبة الذكرى الـ 13 لرحيل الدكتور لمين دباغين، عن ظروف عمل ونشاط لمين دباغين، والمراحل العصيبة التي عاشها على رأس حزب الشعب الذي التحق به منذ بداياته في 1939، وترأس دباغين حزب الشعب في ظروف عصيبة، خلال الحرب العالمية الثانية، وفي وقت كان مصالي في السجن وكان له الفضل الكبير في توحيد القوى السياسية الجزائرية ضمن حركة أحباب البيان والحرية’’.ذكر رضا مالك أن الفضل الكبير لتأسيس المنظمة السرية يعود للدكتور دباغين الذي طرح الفكرة أول مرة على أعضاء مؤتمر حزب الشعب في 1945، بضرورة إنشاء هيئة تحضر بسرية تامة للعمل المسلح، لكنه انسحب من الحزب سنة 1947 وبقي بعيدا عن الحركة الوطنية إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية، أين طلب منه كل من عبان رمضان وكريم بلقاسم وبوضياف وديدوش الدخول في صفوف الثورة، لكنه أبدى تحفظه في تلك الفترة، ولم يدخل في صفوف الثورة إلا في سنة 1955، وهي السنة التي أرسل فيها لرئاسة الوفد الخارجي للثورة بالقاهرة، الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء البعثة، لكنهم لم يستطيعوا تغيير قرارات عبان رمضان.أشاد رضا مالك بخصال لمين دباغين وقال إنها شخصية انفرادية يفضل العمل وحده وفي سرية تامة، ولا يحب إشراك الآخرين في أموره، كان لا يدلي بتصريحات، كما كانت له قرارات صائبة وسديدة، كما تأسف مالك لعدم ترك دباغين لمذكرات تخص نضاله قائلا: ”كان يمكن الاستعانة بمذكراته لمعرفة أكثر عن حياته ومسيرته”.للعلم، تحفظ رضا مالك عن الحديث عن كثير من القضايا الشائكة، منها خلافات الدكتور دباغين مع مصالي الحاج، وخلافاته مع الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني إلى القاهرة.