38serv

+ -

تستحق كلمة “التقشف” دخول موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، كأكثر كلمة تداولا في الجزائر، منذ  إعلان الحكومة عن إجراءات التقشف في النفقات نتيجة انهيار أسعار البترول، وطبعا تفنّن الجزائريون كعادتهم في “تصريف” كلمة التقشف على كل الأزمنة والأوزان.

“مرحبا بك في دولة تقشفستان” عبارة اقترحها البعض لتكون في واجهة مطار هواري بومدين الدولي لاستقبال زوارنا، لأنها الأنسب والأكثر ملاءمة لدولة ينام ويصحو شعبها على مصطلح التقشف، منذ أن بشّرنا الوزير الأول عبد المالك سلال بإعلان حالة “شد الحزام”.ولأن الجزائريين أدركوا جيدا مفهوم هذا المصطلح الجديد، نظرا لتجاربهم السابقة مع طوابير أسواق الفلاح وندرة المواد الأساسية في السنوات العجاف التي عاشوها سابقا، وهم متعودون على “اصرف ما في الجيب وربي يجيب” لهذا هم جاهزون نفسيا ومعنويا لاستقبال مرحلة “التقشف” ولو أنه لم يكن لهم من سنوات البحبوحة نصيب.فلأنهم مواطنون صالحون في دولة “تقشفستان” فسيتقشفون في الكماليات وحتى الأساسيات، بل أكثر من هذا باشروا عن طيب خاطر في التعبير عن دعمهم الكامل لسياسة الدولة الرشيدة الداعية لترشيد النفقات، من خلال “إسقاط “ التقشف على كل تفاصيل حياتهم.فالتقشف لم يمس جيوب الجزائريين فقط، لكن حتى سلوكاتهم، فإذا تخلّف أحدهم عن تحيتك أو إلقاء السلام، فقراءة هذا السلوك هي “تقشف” في التحية، ونفس الأمر إذا كنت قليل الكلام، فالسؤال الذي سيوجه إليك هو إن كانت عدوى التقشف قد امتدت للكلام أيضا “تتقشف علينا حتى بالهدرة”، العبارة التي كثيرا ما تتردد بين الشباب خاصة.أما إن قابلت أصدقاءك ومعارفك وأنت عبوس الوجه مكشّر،  ولكل شخص أسبابه في أن لا يكون في مزاج جيد، فليس لك عذر بالنسبة لمعارفك لأنك بالتأكيد “تتقشف” عليهم حتى في الابتسامة، و”الابتسامة في وجه أخيك صدقة”. وإن كنت تعاني من ملامح الصدمة ولم تهضم بعد مفهوم مصطلح “التقشف” فأنت بالتأكيد مدعو أو مطالب بالتوجه إلى أقرب صيدلاني واقتناء دواء “تقشفانين” وهذا من أجل “تحريض الغدة التقشفية من أجل إفراز التيقشوفين المسؤول عن الصدمة “التقشفية” على حد تعبير رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات