"القوى الكبرى هي من شكلت حكومة التوافق الوطني وليس الشعب الليبي"

38serv

+ -

وصف وزير الإعلام والثقافة الليبي السابق، عمر القويري، حكومة الوفاق الوطني التي تم الإعلان عنها مؤخرا بأنها حكومة “وفاق دولي”، مؤكدا بأن الشعب الليبي يرفض هذه الحكومة، وأنه لن يرضى سوى بحكومة وطنية ليبية المنشأ، وحذر القويري من مخطط استهداف الجزائر وتمدد تنظيم داعش، ودعا الجزائريين بألا ينجروا وراء الفتن التي تحاك ضدهم، واعتبر الثورة الجزائرية نموذجا وأيقونة، وقال وزير الإعلام والثقافة الليبي السابق في حوار مع “الخبر” إن حكومة السراج بداية لتقسيم ليبيا، وأن التحدي الأول الذي يواجهها هو الدخول إلى طرابلس، واتهم الغرب بتضخيم الأمور في ليبيا وتأجيج الأوضاع هناك، وأكد بأن تنظيم داعش متواجد بأعداد قليلة في الأراضي الليبية، وأن الغرب يهدف لتحقيق مصالحه.

بداية، ما تعليقك على قرار إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني؟ هي حكومة وفاق دولي وليست حكومة وفاق وطني، إذا كانت كذلك لِمَ لم تشكل داخل ليبيا؟ ولِمَ دارت مشاورات تشكيلها في الفنادق والملاهي؟ حكومة وطنية تكون ليبية المنشأ، وبالتالي هذه ليست حكومة وفاق وطني، فالقوى الكبرى الدولية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا) يحاولون أن يكون لهم موطئ قدم في ليبيا عبر العملاء والأغبياء، تفاهموا فيما بينهم وقسموا الكعكة الليبية ووضعوا وزراءها، ونحن الشعب الليبي لم نختر أي أحد منهم، وأؤكد بأنها لن تستطيع تنفيذ شيء، والتحدي الأول أمامها هو الدخول إلى طرابلس، بعيدا عن تلبية حاجيات المواطن من كهرباء وغاز وعيشة كريمة والأزمة الاقتصادية، هذا موضوع آخر، وبالنسبة لي إطلاق اسم “حكومة” عليها غير صحيح، والمجلس الرئاسي نفسه يحتاج أن يأخذ مصداقية مجلس النواب الليبي، وما تم الإعلان عنه المفروض مقترح وليس قرارا حتى من الناحية القانونية.وهل تتوقع أن يوافق البرلمان عليها، خاصة وأنها تحظى بموافقة أممية وأوروبية؟ نعم يمكن ذلك، ونحن نرضى بهذه المسرحية ونرضى بخداعنا والضحك علينا، وإن كان لا يهمهم كثيرا مصادقة مجلس النواب الليبي، بعدما صادق عليها كوبلر ومن معه، لكن أهم موافقة هي موافقة الشعب الليبي، لا يعني شيئا موافقة المجتمع الدولي، لأنه هو من شكلها، والقوى الكبرى عندها مصالح في ليبيا من غاز ونفط واستثمارات وقواعد جوية، والآن يريدون محاربة داعش؟! داعش منذ سنة ونصف وهو متواجد في ليبيا عبر عدة تسميات، وينمو أمام أعينهم، ونحن نستغيث.. ارفعوا عنا فقط حظر تسليح الجيش الليبي ولسنا نطالب بتسليحه.. ارفعوا الحظر ونحن نشتري بأموالنا، لكنهم يرفضون.معنى كلامك أن الدول الغربية تسمح لداعش بالتمدد؟ الغرب هو من أنشأ تنظيم داعش بالأساس.وما تعليقك على إعلان إيطاليا وألمانيا استعدادهما للتدخل عسكريا في ليبيا لمحاربة الإرهاب؟ أدعوهم بأن يهتموا بشؤونهم الداخلية واللاجئين الموجودين على أراضيهم، وأن يتركونا في حالنا، نحن قادرون على محاربة ومواجهة داعش لوحدنا، وإذا دخلت قواتهم إلى أرضنا، الشعب الليبي والقبائل سوف يحاربونهم ويعتبرونهم احتلالا، ونحن متعودون على الهمّ، نحن مجتمع ليس بالبسيط وسنفاجئهم، هنا اسألك: كم حارب المجاهدون في الجزائر.. كم سنة؟ وماذا كان لديهم من أسلحة ومعدات، لا شيء سوى الإرادة، ولدينا تلك الإرادة والقدرة على التحمّل أيضا.وكأنكم تستلهمون من الثورة الجزائرية ثورة جديدة؟ الجزائر وليبيا واحد، كلنا أمة واحدة، وقد حاولوا تقسيمنا لأعراق وجنسيات، وتدخلوا في أعراقنا، والثورة الجزائرية نموذج وأيقونة لمدة 130 سنة، ساهم الليبيون والمصريون والموريتانيون وغيرهم فيها، هي معركتنا، والأمير علي ابن الأمير عبد القادر زار ليبيا ونزل عندنا في مصراتة، نحن نمتلك الإرادة التي لن يستطيع أن يحطمها المستعمر، وهو يسعى لتحطيمها عبر الحرب النفسية وحروب الجيل الرابع والخامس ووسائل الإعلام، وأنا أنصح الشعب الجزائري بأن ينتبه للفتنة التي تحاك ضد بلاده، وألا ينجر وراءها، كفاية نحن تورطنا وضيّعنا بلادنا.وما الذي جعلك تحذر من استهداف الجزائر؟ الجزائر مستهدفة من قبل الدول الكبرى، وداعش عندما يستقر في ليبيا سيصدّرونه لها وإلى مصر وتونس، وأنا أحذر من مخطط استهداف الجزائر، وهو مكتوب وموجود عند الغرب، والجيش الجزائري هو صمام أمان الجزائر، ونحن نسعى إلى تأسيس الجيش الليبي، إذ لا توجد دولة من دون جيش.عرض عليك أن تكون ضمن التشكيل الحكومي، لكن رفضت؟ إذا كان أجدادي حاربوا إيطاليا والاحتلال وما قبل إيطاليا، فكيف لي أن أعمل في حكومة باولزيلا، جنرال إيطاليا، هذا غير ممكن، عندي ثوابت وطنية حتى وإن خرجت من التمثيل الحكومي، وكلمة وزير أو وزير سابق لا تعني شيئا، والتاريخ يسجل.معنى ذلك أنك رفضت الانضمام للحكومة خشية أن تطالك الاتهامات بالتواطؤ؟ ثقافتي القومية والدينية لا تسمح لي بذلك، وأي إنسان حر يرفض ذلك.إذن أنت تشكك في الشخصيات التي وافقت على المناصب الوزارية؟ طبعا كل واحد منهم يجري وراء مصالحه، هناك عملاء وهناك أغبياء، ليس بالضرورة أن تكون عميلا لتخدم مصالح عدوك، يكفي أن تكون غبيا.كيف ستجتمع حكومة السراج في طرابلس، ورئيس المؤتمر لا يعترف بها ولا حتى حكومة الغويل، ولا قيادات في كتائب فجر ليبيا؟ هذا السؤال يوجه صراحة الى السراج، وقد تابعت الكلمة التي أدلى بها المرشح لرئاسة الحكومة فايز السراج، وكأنه يلقي بيان تعزية، لا ينقصه سوى إضافة كلمة “إنا لله وإنا إليه راجعون”، نحن محتاجون لنبرة تفاؤلية، محتاجون لجرعة منها، المواطن الليبي مصاب بتسمم معنوي وسياسي، وإذا كانوا قادرين على الدخول الى طرابلس لدخلوها منذ البداية، وأجروا مناقشاتهم هناك وليس في تونس؟! أنا أتخيل سيناريو، الجميع يعلم أن ليبيا مخطط لها أن تقسم إلى ثلاث دول، وعليه سوف يأمر السراج بالتوجه جنوبا، وبالتالي يكون عندنا ثلاث حكومات، وستكون الخطوة الأولى لتقسيم ليبيا، والمجتمع الدولي الذي يهدد بفرض عقوبات على ليبيا، لماذا لم يهدد الغويل (رئيس حكومة طرابلس)؟! تملكون القوة والإمكانيات والعقوبات، لماذا لا تمارسونها على الغويل، ونحن ندرك جيدا بأنه لن يأتي من الخارج أي خير.هل يقبل حفتر أن يكون تحت إمرة أحد قياداته، وهل يقبل تحالف فجر ليبيا ومجلس شورى بنغازي الخضوع لوزير الدفاع الذي طالما قاتلوه هناك؟ لا أعلم هو (حفتر) شخصية صعبة.. وسنرى في القريب.قلت في تصريحات لك إن ليبيا ستمر بأزمة لمدة 3 سنوات، لماذا؟ هذا هو المشهد الذي نراه اليوم، أنا غير متفائل بوضع المنطقة العربية بشكل عام، وستشهد مزيدا من الأزمات، وإن كان العملاء قليلين في الدول العربية، لكن الأغبياء كثيرون، والسلاح منتشر الآن ويباع ويهرب، وليبيا لا يراد لها الاستقرار، ونحن مازلنا وإن عضضنا الندامة، لكن مازال فينا رمق وكبرياء لا يسمح لنا بالاعتراف، وبالتالي على الأقل سنة ثانية، لدينا مثلا الشعب اللبناني بعد 15 سنة من الدمار ومقتل 200 ألف شخص، يقولون الآن لقد ضيعنا بلدنا، نفس الشيء بالنسبة لليبيين، بعد 5 سنوات، بدأوا يستفيقون ويدركون حجم الخسارة والفوضى.وماردك على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، الذي قال إنه لا مفر من إنشاء تحالف دولي إن لم تشكل حكومة الوحدة، بينما تتحدث مصادر عن رغبة فرنسية للتدخل في ليبيا في غضون 6 أشهر؟ فرنسا موجودة على الأرض وتحاول أن تتواجد أكثر، وأنا أنصحها بأن تخرج من ليبيا نهائيا بعملائها وبمخابراتها وأجهزتها، وأن ينشغل المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بمصالح بلاده، وإذا أراد أن يتحدث عن ليبيا، يدخلها عبر بوابتها الشرعية والكلام مع حكومتنا الشرعية والحوار معها، ولا نسمح له أن يتكلم عن ليبيا وكأنها ضاحية في باريس، وعليه أولا أن يحل مشاكله ويعامل المهاجرين بشكل جيد، وتاريخه الاستعماري الأسود لمدة 450 سنة لا يخوله بالحديث عن محاربة الإرهاب ولا الإنسانية.البعض متخوف من أن تطالب حكومة الوفاق الوطني بغطاء دولي وتدخل حلف الناتو مجددا، ما قولك؟ولماذا أتوا بها بالأساس ليضفوا نوعا من الشرعية والتوقيع من أجل الحصول على أموالنا المجمدة في الخارج، والمقدرة بـ87 مليار دولار أمريكي، ويقولون إن السراج رجل المرحلة ولولاه ستتحول ليبيا إلى ظلام، بعدما عقدوا معه صفقات وسيعدّون بها فواتير، فاتورة الغطاء الجوي والبحري وخيم النازحين و”بسكويت” المساعدات.إذن أنت لا تستبعد تدخل الناتو مرة أخرى في ليبيا؟ وارد جدا، وتركيا عضو في الناتو، ومؤخرا حاولت إدخال 12 سودانيا إرهابيا بجوازات سفر ليبية كانوا في سوريا، ومن مطار إسطنبول شحنوا إلى ليبيا، وقبل إقلاع الطائرة، بعض الأجهزة الأمنية في مصراتة غير المخترقة، كانت مستعدة لنصب كمين وإلقاء القبض عليهم، لكن وصلهم خبر بذلك، والطائرة كانت تحلق في سماء مصراتة، فأعطوها تعليمات بالنزول في طرابلس، والرحلة كانت متجهة إلى مصراتة، فعاد 6 منهم مباشرة إلى إسطنبول، أضف إلى ذلك أن 3200 إرهابي داعشي كانوا يحاربون في بنغازي تلقوا العلاج في مستشفيات تركيا، وعلى حساب الحكومة التركية، ولدي قائمة بأسمائهم وأرقام جوازات سفرهم، وهم من جنسيات مختلفة لكن الجوازات كلها ليبية، فإذا كانت تركيا عضو حلف الناتو وتدعم الإرهاب، وما ارتكبته في سوريا جريمة، لن ننساها نحن كعرب حتى ألف سنة قادمة، وما تفعله الآن في العراق، فعلى حلف الناتو أن يحارب تركيا التي تدعم الإرهاب أولا.وما حقيقة تواجد داعش بأعداد كبيرة على الأراضي الليبية؟ الغرب هو من يضخّم الأعداد متى شاء، ويحجم متى شاء أيضا، صحيح أن داعش موجود في ليبيا، لكن بقليل من الدعم للجيش الليبي يستطيع القضاء عليه، قليل من الطائرات والمعدات البسيطة والذخائر والجيش يقوم بمهامه.في ظل كل هذه التطورات والمعطيات، ما الذي تنتظرونه من المجتمع العربي والدولي لإنقاذ ليبيا وإعادة الاستقرار إليها؟ ما طلبناه لم يتم تنفيذه، رفع الحظر عن السلاح، والتنسيق مع القيادة العام للجيش الليبي، حتى الجزائر ليس لديها تنسيق، وهذه الخلايا الإرهابية المتواجدة في ليبيا إن نجحت في مخططها سترسل للجزائر لتخترقها، والأولى أن نحاربها في ليبيا بدل أن تمتد إلى دول الجوار والمنطقة العربية برمتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات