+ -

شاب يسأل عن حكم الاحتفال برأس السنة الجديدة؟ أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمخالفة اليهود والنّصارى وسائر المشركين فيما لم يثبت في شريعتنا، ومَن تشبَّه بقوم فهو منهم، وإنّ المرء يُحشَر مع مَن أحبّ، فلا يجوز الاحتفال بأعياد المشركين من اليهود والنّصارى.فليس للمسلمين عيد سوى عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، وما يفعله بعض المسلمين من الاحتفال بعيد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية مُحرّم في الإسلام. فلا يجوز مشاركتهم في طقوسهم كما يفعل البعض، حيث يشترون حلويات مخصوصة أُعدَّت لتلك الاحتفالات، وقد وصل الحد ببعضهم للدخول إلى كنائسهم لمشاركتهم في الاحتفال، ما أورث الذل والمهانة في الأمّة الإسلامية الّتي شرّفها الله تعالى بنعمة الإسلام، فقد قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ} آل عمران:19، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران:85، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: “ما سمع بي يهودي ولا نصراني ولَمْ يُؤمِن بي إلاّ حرَّم الله عليه الجنّة”.فكيف بمَن دخل الإسلام وذاق حلاوة الإيمان بالله واتّبَع شريعة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم النّاسخة لجميع الشّرائع السّابقة أن يرغم أنفه في التراب ويرجع عن دينه دين الحقّ؟ ولعمرك إنّ هذا لدليل على الشقاء والضّلال.فليبادر كلّ مسلم إلى التوبة الصّادقة وليُسارع كلّ مَن رجع عن دينه إلى النُّطق بكلمة التّوحيد والعمل بمقتضاها قبل فوات الأوان.والمسلم يؤمن بالله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، ويؤمن برسله، ومن بين تلك الرسل عيسى عليه السّلام، نؤمن بأنّه مرسل من عند الله، دعا إلى توحيد الله، وقد رفعهُ الله إليه لينزل في آخر الزّمان ويحكُم بشريعة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، هذه هي عقيدتنا في عيسى عليه السّلام، ولا يجوز سبّه ولا الطعن فيه، وإنّما ما يحرم أن يدين المرء بغير دين الإسلام كالنّصرانية واليهودية، والله يهدي إلى سواء السّبيل.شخص يستفسر عن مدى صحّة الفتوى الّتي صدرت بخصوص قصر الصّلاة في السفر والمدة المجيزة لذلك. لقد اختلف العلماء في المدة الّتي يجوز فيها للمسافر قصر صلاته، وقد بلغت أقوالهم في ذلك إلى أكثر من عشرين قولاً، ومعلوم أنّه لا يجوز اتّهام الغير بالابتداع والفسوق في المسائل الخلافية.وقد ذكرنا أنّ الجمهور اتّفق على أنّ مدة الإقامة الّتي يجوز فيها للمسافر قصر الصّلاة هي أربعة أيام، أي ما يعادل عشرين صلاة.وممّا استدل به الجمهور ما رواه البخاري في صحيحه عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قدم مكة صُبح الرابع من ذي الحجّة، فأقام بها الرابع والخامس والسادس والسابع وصلّى الصبح في اليوم الثامن، ثم خرج إلى منى، وكان يقْصُر في هذه الأيام، وقد أجمع على إقامتها، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى بمكة عشرين صلاة يقْصُر.أمّا مَن قال بقصر الصّلاة مطلقًا للمسافر الّذي لم ينو الإقامة ولو بقي مدة عام في ذاك المكان، فأدّلتهم تحمل على المسافر الّذي ينتظر حاجة في المكان الّذي قصده، أمّا مَن قصد مكانًا لأجل العمل فلا يعتبر منتظرًا لحاجة، خاصة أنّ سفره سيتكرّر ويصبح كالمقيم بعد مرور أربعة أيام، وبالإضافة إلى أنّ القلب أوّل المستفتَين لا يهنأ بقصر الصّلاة مدة طويلة والنّاس حوله يُتمُّون، وهو يعلم أنّ الصّلاة عمود الدِّين، كما أنّ مدة أربعة أيام هي المدة المتّفق على جواز القصر فيها في جميع الأقوال، فيؤخَذ بها عملاً بالأحوط والله أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات