أكيد أن الدستور المعروض على الشعب عبر البرلمان اليوم هو دستور “المرفهين” وليس دستور “المزلوطين”.. ولهذا قام رئيس الباترونا بشرحه ودعمه والتأكيد على أنه “دستور يليق بالجزائر”. هو دستور يطمئن فعلا أمثال رئيس الباترونا، فلا يخافون مما يقومون به من مناكر في حق الاقتصاد!السلطة لا تستطيع شرح هذا الدستور للشعب، لذا يقوم آخرون بشرحه للشعب الجائع.. فيما يقوم وزير الشؤون الدينية بشرحه أيضا عبر المساجد. !وهكذا يتحوّل الدستور إلى خطبة من خطب الرئيس، ويتولى وزير الدين شرحها إلى الناس في المساجد. !ترى لماذا يتم شرح الدستور في المساجد والحال أن الشعب غير معني بالتصويت على هذا الدستور مادام الدستور يمر عبر برلمان “الحفافات” وكفى؟ فلماذا لا تقوم السلطة عبر وزير الدين بشرح الدستور لأعضاء البرلمان وللمجلس الدستوري الذي كلّف بإصدار الفتوى الدستورية؟ !أليس من المناسب مساهمة وزير الدين في توعية أعضاء المجلس الدستوري بحيثيات الفتوى التي ينبغي إصدارها؟!الدستور يقول لا يجوز استخدام الدين في الممارسة السياسية.. ومع ذلك تقوم السلطة عبر وزير الدين باستعمال الدين في المساجد لشرح الدستور للمصلين. !فإما أن الدستور ليس سياسة، وإما أن شرحه في المساجد ليس دينا.! وإذا كانت المساجد تستخدم لغير الدين، فلماذا إذاً ينص الدستور على عدم استخدام المساجد في السياسة؟! وإذا كان لم يكن الدستور سياسية فلماذا أجهدت السلطة في محاولات إقناع المعارضة السياسية بالمساهمة في وضع هذا الدستور؟!حقيقة مستوى أداء هذه السلطة من الوجهة السياسية وصل إلى الحضيض، ولم يبق لها سوى استعمال الأئمة والباترونا لإقناع الناس بجدوى مسعاها السياسي.أحزاب السلطة أصبحت تجمعات “شكارة” وبلطجية لا يمكن أن تمر عبرهم أية رسالة سياسية أو غير سياسية للسلطة نحو الشعب. والإدارة أصبحت مثل مواسير المدن لا تطفح إلا بالنتن من الروائح، واقترابها من الشعب يؤدي تلقائيا إلى سد الأنف أكرمكم الله.. ولهذا لم تعد قادرة على تنظيم المسيرات العفوية بـ “الكاسكروط” كما كانت قبل 20 سنة.. ولا هي قادرة على إقامة علاقة ما مع الشعب.. وإعلام الحكومة أصبح هو الآخر عبارة عن مضحكة للشعب.. لا يمكن أن يعول عليه في تمرير رسالة سياسية أو غير سياسية نحو الشعب.لهذا لم يبق أمام السلطة لمخاطبة الشعب سوى الاحتيال على الشعب باستخدام بيوت الله لمخاطبته، أو استعمال الباترونا لمخاطبة الشعب، بغية زيادة كره الشعب للسلطة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات