38serv
مر العرض الأول لمسرحية “قرية الأمان” للمخرجة والممثلة سعاد سبكي، أمس الأول، بكل أمان على خشبة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، وسط حضور الأطفال الذين جاؤوا من مختلف نواحي العاصمة رفقة عائلاتهم، للاستمتاع بالعرض الذي قدّم ضمن برنامج أول عرض من إنتاج المسرح الوطني لسنة 2016.بين الخير والشر، كانت حبكة النص الذي كتبه يزيد صحراوي، بسيطة ومناسبة لعمر الأطفال الذين تابعوا المسرحية وكل تفاصيلها، قبل أن يصفقوا في النهاية لانتصار الخير على الشر، وللألوان الجميلة التي زيّنت العرض، والموسيقى الراقصة التي جعلت من أجواء المسرح الوطني حديقة للأطفال، فمع وضوح الشخصيات وأدوارها وسماتها الأخلاقية، سارت الأحداث منذ البداية على نحو التشويق، تماما كما تحدّث رائد النهضة الأوروبية الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتين في كتاباته منتصف القرن الخامس عشر عن أهمية مسرح الأطفال، معتبرا أن “بداية العرض يجب أن تكون مشوّقة والانتقالات مناسبة والنهاية مفرحة، ينتصر فيها الخير على الشر”.اتسمت المسرحية بروح الفكاهة، وهي تنقل حكاية وحوش الغابة وسكان “قرية الأمان”، دون الدخول في متاهات “التهريج”، حيث وقف الممثل فؤاد زاهد على خشبة المسرح يشارك الأطفال، كما قالت عنه مخرجة المسرحية سعاد سبكي، إنه “قبل العمل من أجل إسعاد الأطفال”، وشارك الممثل الشاب عبد الله نميش من مسرح سيدي بلعباس في دور ملك غابة الوحوش، رفقة الممثل الشاب جوزي ياسين الذي جسّد دور “الغراب”، بينما مثّلت كل من الممثلة توشي ليلى وطارق بوعرعارة وبوسهد أمينة دور سكان “قرية الأمان”، وأدى كاتب النص يزيد صحراوي دور الراوي، بينما تكفّل أمين بن تامر بإعداد موسيقى العرض، وصمم الكوريغرافيا طارق بوعرعارة، أما السينوغرافيا فكانت من إبداع توفيق عنصر. النص استخدم الخيال في تقديم شخصيات مشتركة حيوانية وبشرية، ميّزها سهولة الحوار وبساطته ووضوحه، فمسرحية “قرية الأمان” التي تندرج ضمن مسرح الأطفال الكوميدي الغنائي الهادف، جاءت لتعيد للمسرح الوطني بهجته، وترسم جسرا بين الجمهور وخشبة المسرح الوطني الذي ظل يعاني “العزوف”. بهذا النحو قال مسرح الأطفال الكثير، فهو الأقدر على إعطاء الخشبة روحها، والأقدر على أن يقود خطوات الجمهور إلى مقاعد المسرح، حيث كانت العائلات تصطف أمام شباك التذاكر من أجل اقتناء “تذكرة”، في مشهد قلّ ما يعرفه المسرح الوطني عندما يتعلق الأمر بمسرح الكبار، وقد عرف العرض كيف يرسم البسمة والدهشة على محيا 400 طفل، لنفهم كلام الكاتب الأمريكي مارك توين الذي قال عن مسرح الأطفال بأنه “أعظم الاختراعات في القرن العشرين”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات