+ -

شاب يريد التّوبة، لكنّه يفشل في كلّ مرّة يعزم فيها؟ باب التّوبة مفتوح لكلّ المؤمنين، قال تعالى: {.. وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وللعُصاة خاصة كما قال سبحانه: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعد ظُلمِه وَأصْلَحَ فَإنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْه}.والتّوبة المطلوبة هي التّوبة النّصوح الصّادقة، قال جلّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}.ولكي تكون التّوبة توبة نصوحًا كما قال تعالى وتكون مقبولة وصحيحة يجب أن يتوفّر فيها شروط، وهي: الإقلاع عن المعصية والبُعد عن جَوِّها وأصحابها وما يؤدّي إليها. والنّدم على فعلها مع التمنّي لو أنّه لم يفعل تلك المعصية، وكما قال صلّى الله عليه وسلّم: “النّدم توبة”. وعقد العزم على عدم الرّجوع إليها بإرادة قويّة وثبات بنيّة التقرّب إلى الله عزّ وجلّ. وتبرئة الذمّة إن كانت المعصية في حقّ عبد من عباد الله، كردٍّ المَظلمة وإعادة الأموال إلى أصحابها. وينبغي للمسلم أن يبادر إلى التّوبة ويُسارع إليها بلا تردّد قبل الغرغرة وقبل طلوع الشّمس من مغربها ومهما وقتان غير معلومين، ومتى حانا فات الأوان ولم ينفع النّدم. ومن رحمة اللهِ بنا أنّه يتجاوز عن أخطاء التّائبين الصّادقين، بل ويبدّل سيّئاتهم حسنات، قال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلَهًا آخَرَ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ويَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}، والتّائب من الذّنب كمَن لا ذَنْبَ له، والله الموفق.شاب يُصلّي ثمّ يتوقّف لفترة ثمّ يعود للعادة نفسها، فماذا يفعل؟❊ إنّ الصّلاة عمودُ الدّين، وهي أعظم فريضة بدنية، فلقد عظَّم الله تعالى أمْرَها وأوْجَبَها على جميع عباده، وأمَرَ بالمحافظة عليها في أوقاتها، فقال عزّ وجلّ: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}، وقال سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ}، وغيرها من الآيات الّتي فيها وجوب إقامة الصّلاة والتّحذير من تَركِها وحتّى من التّهاون فيها، كما في قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.وقد أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّ فريضة الصّلاة هي أوّل ما يُحاسب عليه المَرء يومَ القيامة، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “أوّل ما يُحاسب عليه العبد يومَ القيامة الصّلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله”. فلابدّ على المسلم أن يحافظ على صلاته وأن لا يتركها بأيّ حال من الأحوال، فإن لم يستطع الوضوء تيمّم، وإن لم يستطع الصّلاة قائمًا صلّى جالسًا أو على جَنب أو بعينيه، المهمّ أن لا يتركها لأنّها شعيرة عظيمة جدًّا، لا يكفي المَقام لذِكر مقاصدها ومدى تأثيرها في النّفس وفي المجتمع بأسره، وحتّى لو لم يُدرِك المَرء الحكمة من مشروعية هذه العبادة العظيمة فإنّه يجب عليه الامتثال لأمر الله وأمر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم حتّى يفوز في الدّارين ويَنجو من غضب الله وعقابه.. والله الموفق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات