+ -

حلقة جديدة من حلقات الخلاف الأمريكي الإيراني تضاف إلى سلسلة الخلافات بين البلدين منذ قيام الثورة الإيرانية العام 1979، حيث وضعت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، ويأتي هذا القرار بعد يوم واحد من رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، على إثر توقيع اتفاقية معها تهدف لمنع إنتاجها سلاحا نوويا. تشمل العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على طهران 11 شركة وشخصا لتوفيرهم معدات لبرنامج الصورايخ الباليستية التي أجريت حديثا، ومرتبطين بهذه التجربة باستخدامهم النظام المصرفي الأمريكي، وهي العقوبات التي وصفتها إيران بأنها “غير قانونية”. خبير بالجامعة الأمريكية لـ”الخبر”: واشنطن تريد إرضاء إسرائيل والسعوديةوأوضح الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، في تصريح لـ”الخبر”، أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، هدفها إرضاء الرأي العام الداخلي الأمريكي وإسرائيل والدول العربية التي تعادي إيران، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تخشى تعاظم إيران بعد إبرام الاتفاق النووي. وربط قرار فرض العقوبات الجديدة بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى السعودية، واستطرد قائلا: “هناك تيار قوي في أمريكا يعترض على الاتفاق النووي مع إيران، كما أن الأكثرية في مجلس الكونغرس معادية للاتفاق، وهناك أيضا أنصار إسرائيل في أمريكا يعارضون الاتفاق، لذلك أراد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يؤكد لهم بأن رفع العقوبات الدولية عن إيران لا يعني تماما التغاضي عن التنامي الإيراني في المنطقة، وتنامي قوة إيران العسكرية على الرغم من رفع بعض العقوبات، ويحرص أوباما وهيلاري كلينتون، المرشحة للانتخابات الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، على التأكيد بأن إبرام الاتفاق مع إيران لا يعني التسليم بأن تكون العلاقات طبيعية مع إيران”.وفي تعليقه على وصف طهران العقوبات الجديدة المفروضة عليها بـ”غير القانونية”، يقول محدثنا “بكل تأكيد العقوبات لا تتعلق بالاتفاق النووي لأن الحكومة الإيرانية نفذت كل التزاماتها بموجب هذا الاتفاق، وأمريكا فرضتها على إيران حرصا على إرضاء إسرائيل وقطاع من الرأي العام الداخلي والسعودية، بدعوى أن إيران تطور أسلحة وهذا إجراء غير قانوني، لكن أمريكا ستبقي على هذه العقوبات نظرا إلى أنه ليس هناك سلطة دولية يمكنها أن تدعو أمريكا لوقف تلك العقوبات، في نفس الوقت أعتقد أن هذه العقوبات سيكون لها تأثير على أمريكا التي ستفرج عن الأرصدة الإيرانية في بنوكها، وعلى ذات النحو ستطيل أمد استمرار العلاقات غير الطبيعية مع إيران، وأتوقع أن هذا القرار لن يحول دون استعادة إيران قدرا كبيرا من أصولها في البنوك الأمريكية والأوروبية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات