+ -

معاناة كبيرة يعيشها تلاميذ ابتدائية طوالي لخضر بمشتة أولاد بوعون ببلدية سريانة في باتنة، حيث حُرموا واحدا من أدنى حقوق التمدرس، وهو سور يُحيط بالمدرسة، إذ لا يفصل المؤسسة عن العالم الخارجي سوى سياج حديدي، وهو ما يُعرّض التلاميذ إلى مختلف المخاطر، خاصة وأنها تقع في وسط قرية نائية وبالقرب من الغابات والجبال.ولم تشفع للمدرسة عراقتها، وهي التي اُنجزت قبل 30 سنة، بأن تستفيد من مشروع تزويدها بأبسط شروط المؤسسات التعليمية، ويتعلق الأمر ببناء جدار اسمنتي يحمي التلاميذ بدل السياج الذي شوّه منظر المؤسسة كلها ويحرم التلاميذ من الشعور بالأمان. واقتربت “الخبر” من بعض أولياء التلاميذ الذين عبّروا عن قلقهم من الوضعية التي آلت إليها المؤسسة، خاصة وأنهم لا يعلمون موعدا لإصلاحها، حيث أكد ولي تلميذة تدرس بالمؤسسة، أنهم طالبوا بإنجاز سور يحيط بالابتدائية ونزع السياج بشكل نهائي. ولكن رغم التطمينات التي يتلقونها، إلا أنها لم تجسد على أرض الواقع، فيما قال ولي تلميذ في القسم الأول من التعليم الابتدائي: إنه قلق جدا على ابنه، خاصة وأنه يسكن بعيدا عن المدرسة ولا يستطيع انتظاره في أوقات الراحة، قبل أن يتساءل عن مصير العشرات من التلاميذ الآخرين بالمؤسسة ذاتها والمعرضين يوميا إلى مختلف المخاطر التي تحدق بهم، فالأمر يتعلق بتلاميذ لا يتجاوز أكبرهم 12 سنة. كما اتصلنا بمدير المدرسة الذي عبّر هو الآخر عن قلقه، وقال إنه وجّه مراسلة إلى الهيئات المعنية لمعالجة هذه الوضعية، لكن لا أحد تدخّل إلى حد الساعة من أجل إصلاح الوضع.وجدير بالذكر، أن مرور أزيد من ربع قرن على فتح الابتدائية، جعلها تشهد بعض الأحداث التي كادت تتسبب في وقوع ما لا يحمد عقباه، في ظل المخاطر الحقيقية التي تهدد حياة التلاميذ، خصوصا بعد أن شهدت تقدم بعض الحيوانات البرية المفترسة في وقت سابق نحو محيط المدرسة، نتيجة تواجد هذه الأخيرة غير بعيد عن الجبال والغابات. ويبقى هؤلاء التلاميذ، وهم مشاريع المهندسين والأطباء والأساتذة المستقبليين، يعانون الأمرّين، ويدرسون في خوف مستمر، وذنبهم الوحيد هو تواجد مدرستهم في منطقة بعيدة عن أعين المسؤولين وتموقعها الجغرافي في منطقة نائية إذا ما قورنت ببعض الابتدائيات بوسط المدن.                  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: