في حديثه عن الآثار الصحية الوخيمة الناجمة عن تسوس الأسنان، أوضح الدكتور جمال عدّون، طبيب أسنان ورئيس مجلس أخلاقيات طب الأسنان، أنه من شأن تسوس الأسنان الذي يتغاضى كثيرون عن معالجته، أن يتسبب في أمراض القلب والتهاب المفاصل عند الأطفال، بل وحتى بعض أمراض العيون، موضحا ذلك في الحوار التالي..عادة ما يجهل الجزائري خطورة تسوس الأسنان، فهل لكم أن تفسروا لنا علميا ما معنى “التسوس”؟يجب أن يعلم الجميع أن التسوس، أو ما يعرف علميا بتعفن الأسنان، هو أول تعفن في العالم ينتج عن تراكم بقايا الطعام بالضرس، التي تتحول عند انعدام تنظيف الأسنان إلى غذاء للبكتيريا الموجودة بالفم، التي تطرح بدورها أحماضا تهاجم “مينا” الأسنان، وهو الجزء السطحي منها، مسببة بالتالي تسوس السن، علما بأن هناك درجات للتسوس تنطلق من الدرجة الأولى التي تكون فيها الإصابة سطحية وخفيفة حتى الدرجة الثالثة التي تعطي وجعا حادا، ثم الرابعة التي تحدث تعفن السن أو الضرس.هل هناك آثار صحية وخيمة مصاحبة لتسوس الأسنان، وهل لكم أن تذكروها لنا؟ طبعا، وعلى رأسها أمراض القلب، زيادة على أمراض أخرى، فيجب أن يعلم كل منا أن الضرس عضو حيوي في جسم الإنسان مكون من أنسجة يابسة، فيها طبقات متعددة، منها الأنسجة العصبية التي يمتد أحد عروقها إلى القلب مباشرة، ما يجعل خطر الإصابة القلبية واردا إذا بلغ الضرس درجة متقدمة من التسوس، خاصة عند الأطفال. كما أن إهمال الشخص لتسوس أسنانه حتى تبلغ مرحلة التعفن، التي ذكرناها من قبل، من شأنه أن يؤدي إلى إصابة الطفل بداء التهاب المفاصل الروماتويدي الحاد، وكذا بالتهاب جيوب الأنف، كما من شأنه أن يؤدي إلى حدوث التهاب في العين. كما يجب أن نعلم أن المتفق عليه عالميا في عالم الرياضة، أن أي رياضي لا يمكنه إجراء التدريب إذا كان يعاني تسوسا في أسنانه لم يعالجه، لأنه يؤثر على الأوتار، ولهذا السبب يعاني في كثير من الأحيان الرياضيون الإصابات، ويكفي أن نعلم كذلك أن للضرس تأثيرا كبيرا على العمود الفقري لنعرف قيمة هذا العضو.كيف ذلك، وما علاقة الأضراس بالعمود الفقري؟ يجب أن نعرف أن عدد أضراس الفم هو 32 ضرس، وهو نفس عدد فقرات العمود الفقري للإنسان، وقد ثبت علميا أنه كلما تم اقتلاع ضرس، كلما أثر ذلك على أحد فقرات العمود الفقري، ما يبين أهمية الأسنان بالنسبة لتوازن جسم الأسنان. وعليه، فالنصيحة التي أقدمها للقراء؛ هو تجنب عدم الاكتراث لتسوس الأسنان، بل يجب اعتماد نظام وقاية محكم انطلاقا من الحرص على تنظيف الأسنان يوميا، وبعد كل وجبة طعام، وكذا مراجعة طبيب الأسنان بصفة منتظمة والقيام بفحوصات دورية لاتقاء بلوغ مرحلة تعفن الضرس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات