+ -

قتل 26 شخصا وجرح 33 آخرون من 18 جنسية، في هجوم إرهابي على فندق “سبلانديد”، وسط العاصمة البوركينابية واغادوغو، أول أمس. وتبنت الجماعة الإرهابية “المرابطون” التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار المكنى “الأعور”، الاعتداء على الفندق. أعلن وزير الاتصال البوركينابي، ريمي دانجينو، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن “الحصيلة المؤقتة لعدد القتلى إثر الهجوم الإرهابي على الفندق، ارتفعت إلى 26 قتيلا، فيما حررت قوات الأمن المشكلة من جنود فرنسيين وأمريكيين 126 رهينة من بينهم 33 جريحا، وكان من بين المحتجزين وزير الخدمات العامة والعمل والضمان الاجتماعي، كليمان ساوادوغو”.وكشف مصدر أمني بوركينابي، أمس، أن منفذي الهجوم على فندق “سبلانديد” وسط العاصمة واغادوغو، من بينهم امرأتان قتلتا في العملية الأمنية، فيما اختبأ مهاجم خامس في حانة “تاكسي بروس” القريبة من مقهى “كابوتشينو” وفندق “إيبي” بحسب شهود تمكنوا من مغادرة الحانة.بدوره، قال وزير الأمن في بوركينافاسو إن “العملية الأمنية لاستعادة السيطرة على الفندق، الذي استولى عليه مسلحون إسلاميون، قد انتهت”. وأضاف الوزير أن ثلاثة “جهاديين قتلوا خلال العملية الأمنية، وهم “عربي وإفريقيان اثنان”. كما أشار وزير الأمن إلى أنه “تم اختطاف طبيب نمساوي وزوجته أثناء الليل في شمال بوركينا في منطقة بارابوالي”. وقبله، أفاد وزير الداخلية في حكومة بوركينافاسو بأن “رجال الإطفاء عثروا على نحو 10 جثث في شرفة مطعم يقع مقابل الفندق الذي هاجمه المسلحون”.وذكر موقع “سايت” المتخصص في رصد المواقع التي تستخدمها الجماعات الإرهابية، أن تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي أعلن مسؤوليته عن الهجوم”. ونقل الموقع عن رسالة يقول إن التنظيم نشرها في الأنترنت، ورد فيها إن “الإخوة المجاهدين في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، اقتحموا مطعم أحد أكبر فنادق عاصمة بوركينافاسو، وهم يخوضون اشتباكات مستمرة مع من وصفهم بأعداء الدين”.وأورد الموقع أن “الجهة المسؤولة عن الهجوم هي جماعة “المرابطون” التي تتمركز في الصحراء شمالي مالي، والتي تضم مسلحين موالين للجزائري مختار بلمختار”. للعلم، أعلنت “المرابطون”، الشهر الماضي، انضمامها إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.وأفاد شهود عيان بأن “سيارتين ملغومتين انفجرتا مقابل فندق “سبلانديد” في واغادوغو حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء الجمعة”. واقتحم 3 أو 4 مسلحين ملثمين الفندق الذي يقيم فيه موظفو الأمم المتحدة ومواطنون غربيون”. وجرى تبادل لإطلاق النار بين المسلحين ورجال الأمن داخل الفندق، فيما صرح مسؤول في الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية، أن “المسلحين اختطفوا عددا غير معلوم من الرهائن”.من جانبها، أفادت وزارة الشؤون الخارجية، أمس، في بيان لها، بأن “الجزائر تدين بشدة الاعتداءات الإرهابية التي وقعت يومي الجمعة والسبت في العاصمة البوركينابية واغادوغو، كما أنها تعرب عن تضامنها مع عائلات الضحايا، وكذا الحكومة والشعب البوركينابيين”. وأعلن الناطق باسم الخارجية أنه لا يوجد جزائريون ضمن الضحايا.وأضاف البيان ذاته، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن الجزائر تجدد “التأكيد على قناعتها بأن الإرهاب يشكل تهديدا شاملا وحقيقيا للسلم والأمن الدوليين، وأن التجنيد الجماعي للمجتمع الدولي وتوحيد كل جهوده وحده الكفيل بمواجهته”.من جهته، أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم الإرهابي ووصفه بـ”البغيض والجبان”. وذكرت الرئاسة الفرنسية, في بيان لها، أن “القوات الفرنسية المتمركزة في محيط واغادوغو في إطار مكافحة الإرهاب في الساحل تقدم الدعم للقوات البوركينابية”. كما نددت وزارة الخارجية الأمريكية بالهجوم الإرهابي.كما أوضح السفير الفرنسي جيل تيبو في واغادوغو، في تغريدة عبر “تويتر”، أن حكومة بوركينافاسو أعلنت حظر التجول في العاصمة من الساعة 11 ليلا إلى السادسة من صباح السبت، مشيرا إلى أن “السفارة شكلت وحدة أزمات لخدمة الرعايا الفرنسيين في المدينة. ونصحت السفارة الفرنسية هؤلاء بالتزام دورهم وتجنب المنطقة التي تشهد الهجوم”.ونشر الموقع الإخباري “صحراء ميديا” مقتطفات من تسجيل صوتي منسوب لتنظيم القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي، يتوعد فيه “فرنسا بالقتال ما بقيت فيه روح، والهدف من العملية الثأر للنبي محمد عليه الصلاة والسلام”. وجاء في التسجيل الذي بثته مؤسسة الأندلس التي تمثل الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مقطع من مكالمة هاتفية مع من قالت إنه “أحد منفذي الهجوم”. واستمر التسجيل على مدى 3 دقائق و32 ثانية.وكانت بوركينافاسو قد أجرت مؤخرا أول انتخابات رئاسية منذ الانقلاب العسكري، الذي وقع فيها مطلع العام الماضي، أطاح بالرئيس بلايز كامباوري بعد حكم دام 27 عاما. وكان هجوم مماثل نفذه مسلحون إسلاميون واستهدف فندقا في باماكو عاصمة مالي المجاورة في نوفمبر الماضي أسفر عن مقتل 20 شخصا. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات