اعتبر المحلل السياسي الجزائري الدكتور مصطفى صايج أن تحديد طبيعة العلاقات الإيرانية السعودية يكون بعدة محددات، بدءا من محدد الصراع والتنافس حول النفوذ الإقليمي ما بين إيران والسعودية، إلى المحدد التوسعي للسياسة الإيرانية فيما يتعلق بإدارة النزاع، سواء في العراق أو لبنان أو اليمن، وتحقيق التمدد السياسي لتصل إلى شرق البحر المتوسط، إضافة إلى “توظيف الصراع ليأخذ المحدد المذهبي والديني، وهو ما يشكل خطرا على مستقبل الصراع، في إطار ما يعرف في العلوم السياسية بالنزاعات المجمدة، حيث توظف الصراعات الفكرية المذهبية التاريخية لتعبئة المذهب الشيعي مع السني للدخول في حرب اجتماعية طويلة الأمد، وهذا النموذج رأيناه مع إعدام رجل الدين المعارض الشيعي نمر باقر النمر، حيث تم تصعيد النزاع بالعمل على تعبئة الكتلة الشيعية في المملكة السعودية من قبل إيران، وتم توظيفه بالاعتداءات على الهيئات الدبلوماسية المتواجدة في طهران ومشهد”.وأشار الدكتور إلى أن آخر محدد للعلاقات بين البلدين هو النزاع الذي يُقرأ في إطار ترتيب الخريطة الجيواستراتيجية في الشرق الأوسط، مردفا “الانفتاح الغربي على إيران ومحاولة إضعاف المملكة السعودية، سواء بانخراطها في الحرب اليمنية أو إضعاف جهودها في النزاع السوري والعراقي، وحتى الأزمة اللبنانية ما بين جماعة 14 آذار الموالية للملكة وحزب الله الموالي لإيران، في إطار إعادة الترتيب، أمام سيناريو إعادة تكرار الحرب العراقية الإيرانية، حيث استطاعت القوى الغربية إضعاف السعودية وإيران معا في العراق، لنكون أمام صدام سعودي إيراني، خدمة للاعب الإقليمي الأكبر إسرائيل”.واعتبر المحلل السياسي أن كلا من إيران والمملكة السعودية توظفان المذهب في نزاعهما، مشيرا إلى أن إيران تلعب على الورقة الشيعية لتعبئة القرابة المذهبية، “فثلثا سكان البحرين هم شيعة، وشرق السعودية القطيف به 25% من الاحتياطات النفطية، والهلال الشيعي الذي تريده إيران، وردة فعل المملكة السعودية تستعمل المذهب السني وتعمل على توظيفه، وهذا أخطر ما في الأمر، ما سيؤدي إلى حروب لا متناهية، فكل منهما لديه ما يعبئه من تيارات وقرابات مذهبية، لنكون أمام صراع سني شيعي، بدل صراعي عربي صهيوني، أو إسلامي صهيوني”.وبشأن موقف سلطنة عمان من التوتر المتصاعد ما بين إيران والسعودية، رد الدكتور بالقول إن السلطنة ولاعتبارات مذهبية تبقى النافذة التي يطل بها الغرب على العلاقات الخليجية الإيرانية، مشيرا إلى أنها كانت المنفذ السري للعلاقات الأمريكية الايرانية في إطار مجموعة 5+1 (الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى)، حيث شكلت حسبه ممرا دبلوماسيا للتطبيع، مواصلا “السعودية بحاجة مستقبلا لهذا الممر، فعندما نختنق في الحروب نبحث عن النافذة التي يخرج منها الدخان، لذا فسلطنة عمان لا تمتلك قرارها، وإنما تمثل نوعا من الدبلوماسية الدولية أكثر، وتعكس التوجه الأمريكي البريطاني، بل ويمكن اعتبارها سويسرا الخليج”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات