38serv
اعتبر عدد من النقاد والروائيين الجزائريين، مسألة غياب الرواية الجزائرية عن القائمة الطويلة لجائزة ”البوكر” العربية، مسألة قابلة للنقاش، واختلفت آراءهم بين من تحدث عن خلل وضعف في رواياتنا، وبين من يرى أن المسألة لا تستحق أي التفاتة، مفضلين الحديث عن ما فعلناه نحن للرواية الجزائرية. وبينما اعتبر ليامين بن تومي، أن الجوائز ”ليست حاكما على التجربة الروائية”، تساءل محمد ساري ”ماذا فعلنا نحن للرواية الجزائرية؟”، وعلى العكس من ذلك، أوضح الدكتور عبد القادر رابحي أن الروائي الجزائري ”بدأ يركن للسهولة”، وفي نفس الاتجاه قال عبد القادر ضيف الله إن ”نصوصنا الروائية تغرّد خارج سرب الرّواية العربية”، في حين اعتبر عمار بن طوبال بأن ”الروائي الجزائري أقصى نفسه بما كتبه”.الدكتور عبد القادر رابحيالروائي الجزائري بدأ يركن إلى ”السهولة”أرجع الدكتور عبد القادر رابحي أسباب غياب الرواية الجزائرية عن قائمة ”البوكر” لأسباب موضوعية منها توزيع الرواية توزيعا ملائما لطموحات الروائي والناشر، ثمّ الترويج الاحترافي للرواية من طرف الروائي نفسه ومن طرف الناشر خاصة، وذلك من خلال بناء علاقة مُنتجة مع وسائل الإعلام التي تلعب دورا هاما في إيصال فكرة واضحة عن العمل الروائي وعن قيمته الفنية والأدبية”. وهنا وجب حسب عبد القادر رابحي ”التفريق بين ما يجب أن تقوم به الصحافة الأدبية من كتابة ترويجية محترفة كما هو الحال في جميع بلدان العالم، وبين ما هو مطلوب من الناقد أن يقوم به أثناء عملية الترويج، وهو ليس من دوره لأن النقد في نظري عملية لاحقة للخطوات الأولى لميلاد الرواية لأن مهمته متعلقة أساسا بترسيم الرواية في الأنساق الثقافية الرسمية، من خلال دراستها دراسة موضوعية، سواء كانت هذه الرواية جيدة أم رديئة لأنها ستصبح جزءا من الإرث الثقافي للأمة”.وقدّم الأستاذ رابحي عددا من الأسباب الذاتية، منها تلك المتعلقة بالنص الروائي نفسه وبصاحبه الذي كتبه وأبدعه، وبقدرتهما معا على تجاوز عقدهما تجاه الجائزة التتويج، التكريس، الشهرة التي تحدّ في فعاليتهما في تحقيق مكانة لهما ضمن ما يمكن تسميته بالنخبة المتسابقة نحو فوز ما بجائزة ما. وقال: ”وبغض النظر عمّا قيل في السنوات الأخيرة عن سيادة منطق الجوائزية وسيطرته على عقول الروائيين وما ينتجه من سلبية إبداعية قد تنعكس مباشرة على النصوص، من خلال تسارع الروائيين إلى كتابة نصوص لم تعد تثبت في أول تصفية، إلا أن مبررات كهذه قد أعطيت في سنوات سابقة ولم تعد صالحة تماما نظرا لترسّخ غياب الرواية الجزائرية عن لعب الأدوار الأولى في القوائم القصيرة أو غيابها نهائيا عن القوائم الطويلة”. وأضاف بخصوص غياب الرواية الجزائرية عن جائزة ”البوكر” خصوصا: ”ولعل ما يبرر غياب الرواية الجزائرية عن البوكر هو الروائي نفسه الذي بدأ يركن إلى ”السهولة” والتسرّع في تحقيق عمل روائي في أقصر وقت، من خلال ترسيخ تقليد ما كنا قد سميناه في مناسبة سابقة بـ(الرواية الحولية). ولعل هذا ما يقدّم صورة سلبية عن طريقة الكتابة التي أصبح بعضها يفتقد إلى النضج وغياب الاحترافية في الاشتغال الجاد والعميق وعلى التيمة، وبعضها الآخر يفتقد إلى الدهشة والفجائية الواجب توفّرهما في كل عمل طامح إلى الفوز بالجوائز الكبيرة، وكأنه لم يعد هناك ما يُكتشَف في الرواية الجزائرية من عوالم جديدة تُحدث الفارق الموضوعي والفني والجمالي لحظة الاختيار النهائي نظرا لسقوط الروائيين في تكرار التيمات والأساليب والتقنيات. والأكيد ألاّ علاقة للنقاد لا من قريب ولا من بعيد بما يجول في ذهن الروائي من أفكار تحاول تحميل الناقد ما هو من اختصاص الروائي نفسه”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات