+ -

 ”إلى والد الشهيد مهند الحلبي: المهند سبق البهاء إلى السماء، وأنا سبقتك إلى العراء، في السماء السكينة وعناية الملائكة، وفي العراء خيمة تحرسها الريح، وبين العراء والسماء أقوياء أنت وأنا، كما المهند والبهاء، كن بخير فالحجر ليس أغلى من الروح، تلكم هي وصية الشهداء، الرجاء المشاركة لتصل إلى حيث تدق مسامير الجرافات بيت أشرف الشرفاء”.بهذه الكلمات رثى والد الشهيد بهاء عليان عبر صفحته في فيسبوك يواسي فيها والد الشهيد مهند الحلبي، الذي هدمت جرافات الاحتلال منزله، أمس، مع استمرار الهجمة الإسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي بحق عائلات أهالي الشهداء.محمد عليان والد الشهيد بهاء، الذي أصر على المبيت في خيمته التي أقامها على أنقاض منزله المهدم، رغم الظروف الجوية الصعبة، يقول: “صحيح أننا أقوياء وأننا صامدون لأجل أبنائنا ولأجل الوطن، لكن إلى متى؟ إلى متى سأظل أنا وزوجتي وابني وزوجته في هذه الخيمة؟ صحيح أن هناك تعاونًا من أهل المنطقة، لكن نحن بحاجة إلى تضامن أكبر، ويجب أن يكون رسمياً”. وأضاف “المؤلم أكثر أنك لم تجد جهة رسمية تقف في وجه قرار الاحتلال بهدم بيوت أهالي الشهداء، وربما تنتظر السلطة الفلسطينية أو الجهات الرسمية أن نطرق الأبواب كي نحصل على مساعدة أو دعم”.وتابع “نحن أهالي الشهداء لا نطرق باب أحد، ولن نبحث عن من يريد أن يساعدنا، نحن أكبر من هذا كله بكثير”. ويكمل والد الشهيد “هدم المنازل مؤلم جداً، دائماً أتذكر اللاجئين في سوريا ولبنان، وأتذكر أهل غزة المهدمة بيوتهم كيف يعيشون، بالأمس أرسلت رسالة لوالد الشهيد مهند كي أواسيه، وسأرسلها لكل والد شهيد يعاني نفس المعاناة التي نعيشها”. أما والد الشهيد مهند الحلبي الذي نصب خيمته هو الآخر على أنقاض منزله الذي دمرته قوات الاحتلال أمس، يصدح بعزيمة “ما زلت عند وعدي الذي تحدثت عنه سابقاً، سأعيش مع أبنائي في هذه الخيمة رغم البرد والمطر، بيتي ليس أغلى من مهند وكل بيوت الشهداء كذلك”.ويؤكد والد الشهيد “أن سياسة هدم المنازل لن تكسر من عزيمة أهالي الشهداء، ولن تغير شيئًا على أرض الواقع، وأنه رغم كل ما يحدث، إلا أن الشباب لا يزالون ماضين لتحرير فلسطين”.ومن وسط ميدان الشهداء، في مدينة نابلس، وعلى وقع الأناشيد الوطنية، أطلقت مجموعة شبابية وناشطون، حملة لجمع تبرعات مالية لإعادة إعمار منازل عائلاتهم التي هدمها الاحتلال خلال انتفاضة القدس.وتهدف الحملة التي جاءت تحت شعار “إعمار منازل الأحرار” للعمل على مساندة عائلات منفذي العملية البطولية قرب قرية بيت فوريك، شرقي نابلس في الأول من أكتوبر الماضي.وقال مازن دنبك، أحد القائمين على الحملة لـ«الخبر”: “إن من نفذوا هذه العملية وباقي الشهداء، ليسوا وحدهم بالميدان، وليسوا أبناء عائلاتهم فقط، وإنما أبناء فلسطين، ونقول لعائلاتهم، اطمئنوا لن نبخل بتقديم كل ما نملك من أجلهم”.وأوضح الناطق الإعلامي باسم الحملة الشعبية لتمكين عائلة الشهيد مهند الحلبي بناء منزلهم، عبد الكريم أبو عرقوب لـ«الخبر”: “إن الحملة تهدف لتوحيد جهود الأفراد والمؤسسات الراغبة في مساعدة العائلة المنكوبة”.وأشار للبدء بجمع التبرعات ميدان الشهيد عرفات وسط رام الله، داعيا إلى التبرع من أجل إعادة بناء البيت، وتوفير الحياة الكريمة لأهالي الشهداء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات