خيرة سيدي يعقوب.. من عمق الونشريس إلى هرم التحكيم العالمي للملاكمة

38serv

+ -

خيرة سيدي يعقوب، اسم لسيدة من عمق الونشريس بولاية تيسمسيلت.. اسم تخطى الحدود والبحار والقارات وأصبح نجما ساطعا في عالم الفن النبيل.. تقف هذه السيدة اليوم وبعد 23 سنة من الكد والجد في هرم التحكيم العالمي للملاكمة، حيث اختارها الاتحاد الدولي للملاكمة كأحسن حكم دولي (سيدات ورجال) لسنة 2015 لبطولة السلسلة العالمية للملاكمة (WSB)، وقبلها في سنة 2012 منحها أعلى درجات وشارات التحكيم: درجة 5 نجوم. كما جاء اسمها مؤخرا ضمن 20 شخصية رياضية عربية سيتم تكريمها في الإمارات العربية في إطار الطبعة السابعة لجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي. عندما حطت السيدة خيرة سيدي يعقوب الرحال رفقة زوجها بإحدى البلديات النائية الأزهرية في تيسمسيلت سنة 1991 قادمة من إحدى ولايات الغرب الجزائري للعمل في قطاع التربية، لم تكن تدري أن القدر يخبئ لها موعدا مع الشهرة والنجومية، لتطوف كل أقطار المعمورة على حلبة الصراع.. لقد تمكنت السيدة خيرة سيدي يعقوب منذ ولوجها عالم التحكيم في الفن النبيل سنة 1992 من تطوير قدراتها ومهاراتها الذاتية، متحدية كل الصعاب والعوائق المختلفة. وهي تشد بيد زوجها الذي أسس ناديا للملاكمة “شريف حامة” في بلدية الأزهرية.لقد عملت المرأة “الفولاذية” في بدايتها مساعد مدرب للملاكمة لمدة سنة. بعدها دخلت عالم التحكيم وإدارة المنازلات، ونجحت وبامتياز في التوفيق بين عملها كأستاذة لمادة الفرنسية في التعليم المتوسط وعملها كحكم في الملاكمة، وأيضا كربّة بيت، وهو أمر نادرا ما يحدث مع امرأة تقبع في منطقة نائية معزولة وبعيدة عن الأضواء والمسؤولين وغيرها. لكنه حدث مع هذه السيدة التي نالت بعد 6 سنوات من العمل، في سنة 1997، درجة “حكم وطني” في الملاكمة، وبعدها بسنتين نالت اللقب القاري في التحكيم، لترتقي إلى العالمية بعد 4 سنوات، فأصبحت حكما دوليا في الفن النبيل بعدما أدارت منازلات عديدة للإناث والذكور.تقول السيدة خيرة “لم أمارس هذه الرياضة ولم أكن ملاكِمة، ولكنني اخترت التحكيم بعد الاقتراح الذي قدمه لي الرئيس السابق للجنة التحكيم على مستوى الاتحادية الجزائرية للملاكمة السيد موكريطاري محمود. والفضل يعود إليه في مواصلة مشواري”.وفي سنة 2010 حازت هذه النجمة على درجة أخرى كبيرة في التحكيم درجة (3 نجوم) من الاتحاد الدولي. وفي سنة 2011 على درجة أخرى أعلى فيما ما يسمى “السلسلة العالمية للملاكمة”، وهي بطولة عالمية تقام بين الفرق بـ5 جولات. وفي السنة الموالية نالت بجدارة واستحقاق درجة 5 نجوم رفقة 6 حكام رجال في العالم. وفي 2014 أصبحت حكما في البطولة العالمية المشهورة في هذه الرياضة، وهي بطولة الاتحادية الدولية المحترفة للملاكمة (APB)، فأصبحت المرأة الوحيدة في العالم التي تعتلي مرتبة كبيرة في التحكيم الاحترافي العالمي، كما تم تعيينها مؤطرة عالمية في التحكيم.للسيدة خيرة سيدي يعقوب رصيد كبير من الإنجازات والمشاركات القارية والعالمية والأولمبية. تقول السيدة خيرة “لم أجد صعوبة أو حرجا في إدارة منزلات الرجال، حيث أصبحت ألقى كل الاحترام والتقدير من الملاكمين والمدربين. ولم أكن أتوقع اعتراف الأجانب بي خلال مشاركتي الخارجية، فقد منحوا لي الفرصة للحصول على الشارة الدولية بعد اجتيازي وتفوقي بامتياز على الأوروبيات في التربص لاختيار حكم السلسلة العالمية للملاكمة الجديدة لحساب المنظمة العالمية للملاكمة”.وتضيف محدثتنا “أملك في رصيدي 46 منازلة في صنف الملاكمة (الفرق- 5 جولات) و11 منازلة عالمية في صنف آخر (فردي – 12 جولة). أنا المرأة الوحيدة التي أدارت نهائي البطولة الاحترافية للملاكمة العالمية مرتين في باكو 2014 واستانا 2015، والمرأة الوحيدة في العالم أيضا التي أدارت نهائي بطولة العالم صنف أكابر رجال، مرتين في ألماتي في روسيا 2013 والدوحة في قطر 2015. كما كنت المرأة الوحيدة التي أدارت نهائي لقب بطل العالم للملاكمة في طشقند 2015”.خيرة سيدي يعقوب ستضيف إلى رصيدها الذهبي في 14 جانفي 2016 نجمة ذهبية أخرى عندما يتم تكريمها في الإمارات العربية بالجائزة الكبيرة للإبداعي الرياضي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ورغم هذه الإنجازات الكبيرة التي حققتها سيدة مازالت تقطن في عمق الونشريس، فإن الكثير من سكان المنطقة أو حتى في ولايات أخرى يجهلون هذا الاسم، وهذا الوجه الرياضي الذي يتربع اليوم على هرم التحكيم الدولي في الملاكمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات