يُروى أن أبا حنيفة النعمان كان في مجلسه لطلب العلم مع تلامذته، فدخل عليه رجل حسن المظهر. فقام العالم بثني رجله احتراما لهذا المخلوق. فلما كان أبو حنيفة يحدث الحضور بمواقيت إفطار الصائم عند مغيب الشمس، رفع هذا المخلوق يده وطرح سؤالا للشيخ مفاده: وإذا لم تغرب الشمس يا شيخ ماذا يفعل الصائم؟ عندئذ قال العالم قولته المشهورة “آن لأبي حنيفة أن يمد رجله”.عودة إلى دستورهم:أولا: أحد رؤوس أحزاب المعارضة صرح في حصة على قناة بأن أحسن رد على دستور هؤلاء هو أن نعتصم في البيوت عند نسائنا عقوبة لهذه السلطة ورفضا للدستور (ولم يقل لنا هل نلبس سروالا أم جلطيطة في هذا الاعتصام). آخر قال منذ أيام بعد عودته من أمريكا موجها كلامه لرئيسهم، رئيس حكومتهم، قائد أركانهم، ورب دزاير الجديد “دزاير نتاعنا ونتاعكم ونتاع الشعب” (لاحظ أنه بدأ بنفسه، فالسلطة، وأخيرا الشعب). يكفي مثالان لنعرف مستوى المعارضة.ثانيا: الرئيس قال ذات يوم في أحد خطاباته “الكرسي يدوخ” لائما البعض على تمسكهم به، وها هو اليوم يدوخ بنفس الكرسي ويخرج لنا دستورا لم تأت بمثله أعتى الديمقراطيات. ولهذا كي تفهم عمق التعديلات يجب أن تدوخ أنت وأنا وكل الشعب كي نستوعب..أليست هذه الوثيقة مثل الرسائل التي دأب على بعثها الرئيس من خلف الستار وفيها رد على نكاز (شروط الترشح)، وردّ على مزراق (بند المصالحة)، وعلى لويزة، وتكريم لحداد وجماعته (الشق الاقتصادي) وترسيم الأمازيغية (تكفيرا عما فعلوه بالدا الحسين) ربما... ثم يقولون لنا هذا دستور برنامج. ألم يكونوا قديما يصنعون تمثالا من التمر وعندما يجوعون يأكلونه لعدم قناعتهم به؟الدستور اغتُصب في أكثر من محطة.. فلم كل هذا اللغط ؟(ألم يأمر بن بلة بمنع مهنة مسح الأحذية ذات يوم وأعاد هذا الرئيس هذه المهنة بقوة ولكن ليس لأبناء الشعب بل لهاته الطبقة السياسية (الشيتة)..؟ وهذه هي قمة ممارسة السلطة.إذن لا يحق لنا أن نحاكم السلطة والمعارضة سياسيا لأنها قاصرة (والقُصَّر لهم معاملة خاصة في نظر القانون).بل أدعوك أيها السردوك وكل الشرفاء أن نتوجه اليوم إلى المحكمة (التي ستكون مستقلة في دستورهم الجديد) لرفع دعوى قضائية ضد أنفسنا لإدانتنا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حق الجزائر، بسبب سكوتنا على هؤلاء وأولئك، لتبرئة ذمتنا أمام التاريخ، اقتداء بما قاله الدا الحسين رحمه الله ذات يوم “أريد أن أحرق نفسي لأثير انتباه الرأي العام العالمي على ما يحدث في بلدي” (وهذا حسب قولك أنت).. سيدي أنا لا أقول مثلك إني تعبان.. ولكن أقول: آن لأبي حنيفة أن يمد رجله..في الأخير أرجو أن تنشر هذا المقال وأن لا يمر على مقص رقابتك وهذا عملا بحرية التعبير التي كفلها دستورهم الجديد.بن محمد نور الدينمهندس من زمن الرداءةماذا لو أن هذه الحادثة بين العالم أبي حنيفة والجاهل الذي مدّ رجله في وجهه قد جرت في أقصى القطب الشمالي وليس صحراء الثلث الخالي؟ هل كان لأبي حنيفة أن يتجرّأ ويمد رجله في وجه هذا العالم بجهله؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات