علم أهل الكتاب بصفات أصحابه رضي الله عنهم

+ -

 إنّ أهل الكتاب لا يَعرفون نعوت النّبيّ الجديد الّذي يَملأ الأرض نورًا وعدلاً فحسب، بل يعرفون كذلك صفات صحابته الكرام الّذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وانظر كيف قال جلّ ذِكرُه عن هذه الجماعة السّعيدة وكيف وصفها في التّوراة والإنجيل: “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” الفتح 29.والمؤمنون لهم حالات شتّى، ولكن اللّقطات تتناول الحالات الثابتة في حياتهم ونقط الارتكاز في هذه الحياة وتبرزها وتصوغ منها الخطوط العريضة في الصّورة الوضيئة. وإرادة التّكريم الإلهي لهذه الجماعة السّعيدة واضحة في اختيار هذه اللّقطات.إرادة التّكريم واضحة وهو يُسجّل لهم في اللّقطة الأولى أنّهم “أَشِدَّاءٌ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءَ بَيْنَهُمْ”، نعم أشدّاء على الكفّار وفيهم آباؤهم وإخوتهم وذوو قرابتهم وصحابتهم، ولكنّهم قطعوا هذه الوشائج جميعًا، رحماء بينهم وهم فقط إخوة دين فهي الشدّة لله والرّحمة لله جلّ علاه، وهي الحميَّة للعقيدة والسّماحة للعقيدة، فليس لهم في أنفسهم شيء ولا لأنفسهم فيهم شيء وهم يقيمون عواطفهم ومشاعرهم كما يقيّمون سلوكهم وروابطهم على أساس عقيدتهم وحدها، يشتدون على أعدائهم فيها، ويلينون لإخوتهم فيها، قد تجرّدوا من الأنانية ومن الهوى، ومن الانفعال لغير الله، والوشيجة الّتي تربطهم بالله.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات