مواطن قرأ قانون المالية لعام 2016 فهاله ما ذكر من أن الحكومة الجزائرية ما تزال تشتغل بالصندوق الوطني للثورة الزراعية، رغم مرور أكثر من 30 سنة على نهاية العمل بالثورة الزراعية.. ولكن هذا الصندوق ربما بقي يعمل لتعويض الأشخاص الذين نزعت منهم الملكية في إطار الثورة الزراعية، أو حتى أولئك الذين كانوا في دواليب السلطة وتبرعوا بأراضيهم لصندوق الثورة الزراعية... وحولوا تبرعهم إلى المطالبة بالتعويض بعد التخلي عن المشروع في أواسط الثمانينات.مواطن آخر عندما علم بهذا الأمر دعا إلى تكوين جمعية للمتبرعين بالذهب والفضلة في بداية الاستقلال، أثناء حكم بن بلة، لأجل إنقاذ خزينة الدولة الفالسة بعد رحيل الاستعمار... وسميت حملة التبرع آنذاك بصندوق التضامن...!هذا المواطن يطالب الآن بتكوين جمعية للمطالبة بالتعويض عما تبرع به المواطنون، مادام صندوق الثورة الزراعية يعوّض المتبرعين للثورة الزراعية، فلماذا لا يعوّض المتبرعون لصندوق التضامن الوطني؟!عندما وصلت أسعار النفط في بداية الثمانينات إلى 40 دولارا، أصبحت حكومة الشاذلي تعيش بحبوحة، فقامت بإقرار التنازل عن أملاك الدولة بالدينار الرمزي، وقامت بتعويض المؤمّمين في إطار الثورة الزراعية! بل وصل الأمر بحكومة الشاذلي إلى التفكير في تعويض “الكولون” الفرنسيين عن الأملاك التي تركوها في الجزائر! وذهب الأمر إلى حد أن ميتران أقنع الشاذلي بتسجيل هذه التعويضات لـ”الكولون” كمديونية على الجزائر تدفع لفرنسا على مراحل! ولولا انخفاض أسعار النفط في أواسط الثمانيات لتم المشروع... ولضاعت أموال النفط هباء كما ضاعت اليوم... رغم أن الشاذلي صرف جزءا من هذه الأموال على الجبن والكيوي والموز !بوتفليقة أيضا صرف أموال البترول على البارد والحلو... فوزع المال على الشباب في إطار التشغيل بلا ضمانات... وقام بمحو مديونية بعض البلدان الإفريقية والعربية التي يمدح رؤساؤها الرئيس الجزائري، على طريقة مدح الأفارقة للقذافي! والآن بعد أن شحت الموارد.. عادت حكومة الرئيس إلى سلخ الفقراء بالضرائب !والطريف في الموضوع أن أحد المواطنين الذين يحبون الحكومة حبا جما... طالب بأن يحذو الجزائريون حذو المصريين، فيقومون بجمع التبرعات لصالح الحكومة لفك ضائقتها المالية، كما فعل المصريون مع حكومة السيسي في حكاية مشروع القناة! واقترح هذا المواطن تنظيم “تيليطون” لإنقاذ إفلاس الحكومة.. أي أن الحكومة التي وزعت مال الشعب على الشعب من حقها الآن أن تجمع من الشعب بـ”التيليطون” الأموال التي وزعتها.. على طريقة أويحيى حين اقتطع من أجور العمال؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات