شركات وهمية تسلب جزائريين "تحويشة العمر"

+ -

يطور المحتالون أساليب نصبهم، ويواكبون تحولات المجتمع بالتأقلم مع كل الوضعيات وعقليات المواطنين، واتخاذ أشكال متعددة جديدة لاستدراج ضحاياهم، وقادهم “إبداعهم”، إلى إنشاء بنوك وهمية لإغراء الأشخاص بإمكانية توظيف أموالهم وتوفر فرص استثمارها، من خلال إيداع أموالهم مقابل إمكانية الحصول على هامش ربح شريطة جلب أشخاص آخرين ينخرطون في العملية، وكسبوا ثقة الشباب بلسان فصيح ومظهر راق وسيارات فارهة، وهو ما يسيل لعاب الطامعين لتحقيق الثروات فيجدوا أنفسهم عالقين في مصيدة هؤلاء.

❊ اختلفت حالات الضحايا وتشابه مصيرهم عندما نجح المحتالون في استدراجهم بأحدث الطرق، بل منهم من ذهب برجليه نحوهم بعدما سال لعابه بفصاحة لسانهم وكفاءتهم العلمية ومغرياتهم المادية وحلم تحقيق الثروة وتوهم أنه اقترب من تحقيقه.بنوك ومصارف من “ورق”“الخبر” تطرّقت إلى قضايا مثيرة، وتقمصت دور الضحية مع أحد المحتالين في محاولة لاقتحام هذا العالم وكشف خباياه، حينها اقتربنا من شركة تونسية مختزلة في شخص او شخصين أو ثلاثة على الأكثر يمارسون نشاطا أشبه بكثير بما تقوم به البنوك، ويقبلون إيداع مبالغ مالية من طرف المواطنين مقابل إمكانية  الاستفادة من مبلغ إضافي في ودائعهم، شريطة جلب أشخاص آخرين لإيداع أموالهم في نفس “البنك الوهمي” والاستفادة هم كذلك من إضافة.تقف الفتاة “م” رفقة مجموعة من أقرانها في مدخل حديقة التجارب بالعاصمة، التي أمست معقلا لتجمع أفراد الشبكة، وكانت طاولات بباحة الحديقة تعج بشباب من كلا الجنسين، منهمكين في الاستماع لأحد ممثلي الشركة وهو يشرح لهم طريقة عمل المجموعة، وكنا على مقربة منهم نستمع لشاب وسيم ذو مظهر جذاب يدعى “ف”، خفيف الروح وكثير الكلام، وبمجرد أن فاتحناه الحديث استرسل قائلا: “هل تريد أن تكون ثريا في غضون سنة، مثلما هو الحال بالنسبة لي”، ما إن تجيبه بنعم حتى يتابع حديثه مستعملا عبارات دقيقة وأسلوب الترغيب وهو يمعن البصر في عينيك حتى يجعلك تخجل من نظراته ويواصل كلامه “نحن نعرض عليك مشروعا مربحا، يغير حياتك من الحسن إلى الأحسن، ما رأيك؟.لقد ظل يتحدث بلغة التسويف لمدة فاقت النصف ساعة، ورسم أحلاما من سراب ووهم، ما دفعنا إلى الاستفسار عن المقر الرسمي للشركة التي يتكلم باسمها، فرد قائلا: “الشركة التي بدأت العمل في الجزائر منذ سنة 2013 ليس لها مقر رسمي”، رغم أنه سبق وأن قال بأن شبكتها موزعة على عدة ولايات من الوطن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات