علم أهل الكتاب بأوصافه صلّى الله عليه وسلّم

+ -

إنّ حديث بُحَيْرَا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو حديث رواه عامة علماء السّيرة ورواتها وأخرجه الترمذي مطوّلاً من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، على أنّ أهل الكتاب من يهود ونصارى كان عندهم علم ببعثة النّبيّ الكريم عليه الصّلاة والسّلام، ومعرفة بعلاماته، وذلك بواسطة ما جاء في التّوراة والإنجيل من خبر بعثته وبيان دلائله وأوصـافه..فمن هذه الدلائل ما رواه علماء السّيرة من أنّ يهودا كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل مبعثه ويقولون: “إنّ نبيًّا سيبعث قريبًا سنَتَّبِعُه فنَقْتُلَكم معه قتل عاد وإرَم”، ولمّا نكثوا عهدهم أنزل الله في ذلك قوله الجليل في سورة البقرة: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْل يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} البقرة:89. وقد كان كفرهم قبيحًا، لأنّهم كفروا بالنّبيّ الّذي ارتقبوه، واستفتحوا به على الكافرين أي ارتقبوا أن ينتصروا به على مَن سواهم وقد جاءهم بكتاب مُصدّق لما معهم.. وهو حقًّا تصرّف يستحق الطّرد والغضب لقبحه وشناعته ومن ثمّ يصبّ عليهم اللّعنة ويعميهم بالكفر {فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.وكان الّذي حملهم على هذا كلّه هو حسدهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يختاره الله للرّسالة الّتي انتظروها فيهم وحقدهم لأنّ يُنزِّل الله مِن فضله على مَن يَشاء من عباده وكان هذا بغيًا منهم وظُلمًا فعادوا من هذا الظّلم بغضب على غضب، وهناك ينتظرهم عذاب مُهين جزاء الاستكبار والحسد والبغي الذّميم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات