فتـاوى

 شخص أقرض لصديقه مبلغًا من المال لمدة مقدرة بأسبوع، لكنه ماطله ولم يُرجع المبلغ دون سبب، فهل يطالبه بقضاء الدّيْن دون حرج أو خوف من المساس بعُرى الصّداقة؟ نعم، من حقه أن يُطالبه بقضاء الدَّيْن خاصة وأنه موسرٌ، وفي مطالبته بذلك حفاظ على الصداقة التي بينهما، على خلاف السكوت عنه مع سوء الظنّ واعتبار مطلبه ظُلمًا، فهذا الذي من شأنه أن يمسَّ بعُرى صداقتهما. والله أعلم. كيف يتوب مَن أَخَذَ قرضًا بفائدة من صندوق التوفير من أجل إقامة مشروع؟ ينبغي للمسلم أن يتجنب الربا في معاملاته، لأن الربا من الموبقات، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آكِل الرّبا ومؤكَلِه وكاتِبَه وشاهديْه”. وقال: “هم سواء” رواه مسلم. أمّا عن كيفية التخلّص منه، فهو بتعجيل التسديد إيقافًا لسيران الرّبا، مع التوبة والاستغفار والإكثار من الطاعات وفعل الخيرات. والله أعلم.ما هو حكم التبوّل في مكان الوضوء، وهل تجوز الصلاة بالوضوء فقط دون الاستنزاه من التبوّل أكرمكم الله؟ إنّ عدم الاستنزاه من البول من أسباب عذاب القبر، كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلّم مرّ على قبريْن فقال عن صاحبيْهما: “إنّهما يُعذّبان، وما يُعذّبان في كبير، أمّا أحدُهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله”. فعلى الآباء أن يربّوا أبناءهم منذ الصغر على الاستنزاه من البول حتى ينشأوا على ذلك طاعة لله وامتثالاً لأمره سبحانه وتعالى وأمرِ نبيِّه صلّى الله عليه وسلّم.أمّا حكم البول في مكان الوضوء فإذا كان ذلك يتسبب في تنجيس الماء أو الثوب فإنه لابد من الاحتياط لذلك حتى يصح وضوءه ولا تبطل صلاته. والله أعلم.وما حكم شخص حلف على المصحف الشريف؟ إنّ الحلف عبادة من العبادات ينبغي على المؤمن أن يُراعي فيه أحكام وآداب الإسلام، قال تعالى: {واحْفَظوا أيْمَانَكم} المائدة:89. وقال سبحانه وتعالى: {ولاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُم} البقرة:224، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا تَحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت” أخرجه البخاري ومسلم.والحلف بغير الله محرم، لأنّ الحلف بالشيء تعظيم له، وعبودية له، فلا يجوز الحلف إلاّ بالله عزّ وجلّ. أمّا الحلف بالله على المصحف أو الحلف بالقرآن الكريم فقد أجازه بعض العلماء، لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى تكلّم الله به حقيقة ذاتًا وصفة، فاعتبروا أن الحلف بالقرآن حلف بصفة من صفاته سبحانه وتعالى وذلك جائز.