سوناطراك تحتفي بعيد ميلادها الـ52 في المحكمة!

+ -

تحتفي سوناطراك، هذه السنة، بعيد ميلادها الثاني والخمسين، المصادف لـ31 ديسمبر من كل سنة، في ظروف خاصة، تزامنت مع استئناف محاكمة المتهمين التسعة عشر في أكبر ملف للفساد للشركة، في حلقته الأولى “سوناطراك 1”، وانهيار لأسعار البرميل تحت مستوى 37 دولارا للبرميل، ما يهدد، مع نهاية سنة 2015، مستقبل “البقرة الحلوب” لكل الجزائريين، بعد أن دخلت في ضائقة مالية مرهونة بتقلبات أسواق النفط العالمية. بعد 41 سنة من تأميمها من طرف الرئيس الراحل، هواري بومدين، ميز نهاية هذه السنة نقاش حاد دار حول خوصصة الشركة، من خلال مادة رقمها “66”، تركت المجال للتأويل، بعد أن رفض معدو قانون المالية لسنة 2016، عند صياغة هذه المادة، استثناء الشركات الإستراتيجية مثل سوناطراك، من قائمة الشركات العمومية المعنية بفتح رأسمالها الاجتماعي. وكان وزير المالية، عبد الرحمان بن خالفة، قد اكتفى، من خلال المبررات التي كان يعطيها في كل مرة لإسكات المعارضين من منتقدي المادة 66، بالتأكيد أن القانون الأساسي لشركة سوناطراك يمنع خوصصتها. رغم أن علي حداد، رجل الأعمال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات، لم ير مانعا في فتح رأسمال الشركة العمومية سوناطراك وأيضا سونلغاز، ما دفع بالوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى الرد، من سطيف.من بحبوحة بـ70 مليار دولار إلى تقشف بـ30 مليار دولارسوناطراك التي تأسست سنة بعد استقلال الجزائر، وكان ذلك في 31 ديسمبر 1963، تطفئ شمعتها الثانية والخمسين، وهي تحبس أنفاسها كلما تتهاوى أسعار النفط في الأسواق الدولية، فبعد أن كانت تبيع البرميل الواحد من بترولها بما تجاوز الـ100 دولار، لتحقق بذلك إيرادات خيالية تجاوزت، سنوات البحبوحة المالية، 70 مليار دولار، سنويا، يجف ضرع “البقرة الحلوب” هذه السنة، وتتقلص مداخيل الشركة من بيع الغاز والبترول إلى 30 مليار دولار، من المرتقب أن يتم تحصيلها نهاية 2015، حيث ستخصص في مجملها لتغطية جزء من احتياجات الجزائريين من الواردات. وكانت سوناطراك قد سجلت ما قيمته 77,36 مليار دولار سنة 2008، عندما تجاوز معدل سعر البرميل 90 دولارا.سعر البرميل هاجس سوناطراك في 2016سعر البرميل ومعدله المتوقع لسنة 2016، سيحسمان تجسيد العديد من المشاريع الاستثمارية لسوناطراك، التي تعول الشركة الوطنية من خلالها، الرفع من إنتاجها، الذي استقر خلال سنة 2015، عند عتبة المليون و100 ألف برميل يوميا، أي تحت عتبة السقف المرخص به من طرف منظمة الأوبيب والمقدر بـ1,2 مليون برميل يوميا. غير أن توقعات الخبراء والهيئات الطاقوية الدولية تنبئ بسعر تشاؤمي لن يتعدى في معدله الـ40 دولارا للبرميل السنة المقبلة، ما لا يتوافق واحتياجات الشركة من الموارد المالية الضرورية لتكثيف إستراتيجية التنقيب واستغلال النفط، خاصة بعد أن فشلت وزارة الطاقة هذا العام في الإعلان عن المناقصة الدولية الخامسة للبحث عن كميات إضافية من البترول والغاز، في ظل عزوف الأجانب عن الاستثمار في الحقول النفطية الوطنية.بين مطرقة الضغط الأوروبي وسندان خفض الأسعارسيمثل الحفاظ على حصص أسواق سوناطراك بأوروبا أهم تحد ستعمل الشركة الوطنية على تجسيده خلال السنة المقبلة، في ظل الضغط الممارس عليها من طرف دول الاتحاد الأوروبي، التي تخيرها بين التخفيض من أسعارها واعتماد أسعار أسواق “سبووت” أو اللجوء إلى دول أخرى لتموينها بالنفط، وذلك بأقل سعر مثل قطر وروسيا، لاسيما وأن العقود طويلة الأجل للغاز، والتي تربط سوناطراك ودول الاتحاد تقترب من آجال نهايتها، المحددة سنة 2019.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات