38serv

+ -

قدرت تقارير استخباراتية أمريكية، أن الحملة العسكرية الروسية، حققت بعد ثلاثة أشهر فقط من بدايتها، أولى أهدافها الرئيسية. ويتعلق الأمر بتدعيم مركز النظام السياسي السوري برئاسة بشار الأسد، مقابل تحجيم قوة تأثير المجموعات المسلحة التي تحولت إلى موقع الدفاع، بعد أن كانت تمتلك في العديد من المناطق زمام المبادرة. يحدث ذلك في وقت لا تزال القوات السورية بدعم جوي روسي كثيف، تواصل تقدمها على عدة جبهات، حيث نجحت أمس في السيطرة على بلدة مهين بريف حمص ونجحت في إنهاء عملية إخلاء المسلحين من منطقة كفريا والزبداني. بينت التقارير الأمريكية، أن العملية الروسية تتسم بالكثير من الفعالية، كما أنها قليلة الأعباء والتكاليف، خاصة وأنها تستفيد من دعم لوجيستيكي محلي، من خلال وضع تحت تصرف القوات الروسية مطارات الدعم الاستخباراتي والتسهيلات التي تقدمها غرفة العمليات التي تضم العراق وإيران وسوريا، فضلا على مساهمة حزب الله، حيث تتمتع موسكو بأفضلية كبيرة مقارنة بالائتلاف الأمريكي الذي يدعم من قبل غرف عمليات بالأردن وتركيا في العراق منذ 2014، وفي سوريا منذ سبتمبر 2015، ومع ذلك تبيّن محدودية نتائج عمليات القصف التي طالت مواقع تنظيم “داعش”، وتوقعت التقارير إمكانية مواصلة العمليات الروسية لأشهر عديدة، حيث يقوم الكرملين بتمويل العمليات من ميزانية الدفاع الروسية الكبيرة التي قاربت 54 مليار دولار.وتكشف التطورات الميدانية، التمهيد للدخول في مفاوضات في جانفي المقبل، وإصدار قرار أممي يدعم موقع النظام السياسي لبشار الأسد، على أن هذا الأخير أضحى منذ أسابيع في وضع أكثر أريحية، حيث باتت القوات السورية تكسب مناطق جديدة في الميدان، آخرها تحرير بلدة مهين في ريف حمص وتحرير مناطق واسعة من ريف حلب، والاقتراب من محاصرة المسلحين في الغوطة الشرقية، فقد نجح الجيش السوري واللجان الشعبية في بسط سيطرته على بلدة مهين ومستودعاتها وقرية حوارين في ريف حمص، بعد استعادة السيطرة على بلدة قرية القصب في ريف اللاذقية الشمالي وعلى معسكر اللواء 82 وتل الهش بالكامل بريف درعا، وهي مكاسب ميدانية أضعفت التنظيمات المسلحة وقطعت العديد من طرق الإمداد عليهم.كما تم تحييد المنظمات المسلحة في مناطق الزبداني وكفريا، وقبلها مناطق محاذية للقلمون، حيث يتم انسحاب العناصر المسلحة وعوائلهم باتجاه الأراضي التركية أو لبنان، في وقت ساهم توسع نطاق العملية العسكرية الروسية في تقليص الزخم الذي تمتعت به في 2013 و2014 التنظيمات المسلحة بما في ذلك داعش وجبهة النصرة، وساهم أيضا في تدعيم الموقع التفاوضي الروسي، حيث أجبرت العديد من القوى على التقليل من حدة المطالب الداعية إلى رحيل الرئيس الأسد فورا أو في إطار انتقال سياسي قصير الأجل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات