يخطئ كثيرا من يعتقد أن الفضاء الأزرق الفايسبوكي مجرد وسيلة إعلامية حديثة للتسلية والترفيه أو حتى للدردشة وإضاعة الوقت في سفاسف الأمور وما لا يعود بالمنفعة على رواد هذا الموقع التواصلي الاجتماعي خصوصا وبقية المواقع الإلكترونية عموما، ويكفي دليلا على ذلك قصة الهادي زغينة صاحب الـ54 عاما من مدينة نڤاوس بولاية باتنة، المشتغل كأستاذمكون بثانوية العربي التبسي 1 بمدينة باتنة. انتبه الهادي لفكرة إقبال فئة الأسرة التربوية التعليمية على موقع التواصل الاجتماعي، ليقوم بتحويل أفكاره من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي بتأسيس مجموعة فايسبوكية موسومة بـ”أساتذة التربية والتعليم” التي يتواجد بها أزيد من 90 ألف منخرط كأكبر مجموعة فايسبوكية تربوية تهتم بمناقشة جميع المواضيع التعليمية. وكشف الأستاذ عبد الهادي زغينة لـ”الخبر” أنه يتعمد عدم حذف بعض المنشورات الخاصة بالتلاميذ وذلك للمحافظة على العلاقة القائمة بين الأستاذ والتلميذ، بدلا من توجه التلميذ إلى صفحات أخرى في حال حذف ما ينشره، فضلا عن تأسيسه مجموعة فايسبوكية خصيصا لأساتذة مادة العلوم من أجل التنسيق في محتويات المادة والتكوين الذاتي للأساتذة وكذا احتوائها لاقتراحات وتقديم تصحيحات نموذجية لمواضيع البكالوريا، مع تقديمها للأساتذة المنخرطين.الأستاذ الهادي زغينة واصل توهجه الإلكتروني في منابر التربية والتعليم بالتأسيس والإشراف على منتدى الهادي للعلوم، وهو المنتدى الإلكتروني الذي يتم فيه توجيه المحتويات العلمية إلكترونيا لأزيد من 18 ألف منخرط من جميع أطوار التعليم العام بداية من التحضيري إلى غاية القسم النهائي، فضلا عن احتواء المنتدى لروابط تشعبية خاصة بالدراسات الجامعية الطبيعية “الصيدلة، العلوم الزراعية، البيولوجيا والجيولوجيا”. وقصد منح قيمة معرفية وعلمية أكثر لهذا المنتدى، قام الأستاذ بصفته مشرفا عليه بإضافة جميع المناهج التعليمية المطبقة في كافة الدول العربية، مقدما بذلك بصمة متميزة في المنتدى الذي لم يصبح حكرا لطلبة العلم في الجزائر فحسب، بل من بقية الدول العربية كذلك.النشاط الإلكتروني والحيوية التعليمية التي تعد الصفة الأبرز للأستاذ زغينة لم تقتصر على الشق الإلكتروني فحسب، بل تجاوزته إلى التأليف الورقي بعد طبعه أربعة مؤلفات موزعة على جزأين في مادة العلوم الطبيعية، تتميز بمنهجيتها البيداغوجية الخاصة، تحت عنوان “الهادي للعلوم” والتي كانت اسما على مسمى لهدايتها تلاميذ الثانوي إلى الحلول الأمثل والأسهل لمختلف التمارين والمسائل الغامضة في هذه المادة، وبعض المطويات كملخصات للمراجعة في مدة خمس سنوات كاملة من أجل ذلك، حيث كان يمارس فيها جميع الأدوار من التأليف إلى المراجعة والتدقيق اللغوي إلى الأنفوغرافيا من أجل تقديم مادة دسمة للتلاميذ.ولأن “لكل مجتهد نصيب” وكل من سار على الدرب وصل، فإن نصيب الأستاذ الهادي من هذه المسيرة العلمية الزاخرة كان تكريما من أعلى هيئة في المنظومة التربوية في الجزائر بمناسبة اليوم الوطني للمعلم في الخامس من أكتوبر من كل سنة، حيث حصل على تكريم شخصي مؤخرا من وزيرة التربية، عرفانا بمجهوداته المقدمة طيلة 26 سنة زرعها ببذور العلم والمعرفة والتفاني في هذا السلك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات