الرومانسية والكلاشنيكوف صنارة "داعش" لاصطياد القاصرات

+ -

 سلّط كتاب معنون بـ “المرأة في الدولة الإسلامية” صادر عن دار نشر ألمانية، الضوء على الخطة التي ينتهجها تنظيم “داعش”، في استدراج النساء للانضمام في صفوفه، وترتكز على إقناعهن بأن “الدور الأساسي لهن في المجتمع يقتصر على الأطفال والمطبخ والدين”.قال الكاتب شتيفان فايدنر، معلقا “أن 10 بالمائة ممن انضممن في صفوف داعش كمقاتلات وزوجات، هن فتيات قاصرات يبحثن عن الرومانسية بين سحب البارود”، وأضاف مستندا إلى شهادة عائد من سوريا “إذا كان التنظيم يعمل على جذب الرجال بوعدهم بالزواج من أربع نساء ومنحهم سيارات فارهة، فكيف يمكنه بالمقابل استدراج من يسميهن “عرائس الجهاد”، بمغريات استهلاكية ومنتجات ترفيهية، نافيا بأن أكثر المسلمات تطرّفا لا يتوجّهن إلى داعش، أملا في رجال عجزوا عن شراء سيارة في بلادهم أو تحقيق زوجة رابعة، وإنما تستهويهن فكرة العودة للدور التقليدي للمرأة وأن المرأة ربة بيت وأم لا غير”.من جهة أخرى، عرضت الخبيرة الألمانية، سوزان شروتر، في مقال لها، صورة المرأة كما يراها تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقالت إن انتماء تلك الفتيات يكون بدافع البحث عن تصورات رومانسية وبهدف عيش تجربة حب فريدة من نوعها، ولكن في نفس الوقت يعتبرن أنفسهن جزءا من مسار تاريخ عظيم وأنهن سيغيرن العالم بالكامل، مشيرة إلى أنهن يعملن كشرطة للأخلاق، يوقفن النساء اللواتي لا يرتدين النقاب بشكل جيد أو اللواتي يلبسن عباءات سوداء من أثواب شفافة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم. واستدلّت الخبيرة بحالات لفتيات كتبن في حسابهن بمواقع التواصل الاجتماعي، أنها وجدت خلال سفرها إلى سوريا نصفها الثاني ووصفته بـ”المجاهد”، بالإضافة إلى إدراج صور شاب وسيم انضم إلى القتال، مع إضافة نصوص وقصص غرامية مغرية، في محاولة لاستقطاب أخريات، وحتى نصوص سياسية تعكس اهتمامهن الكبير بالدين. من جهة أخرى، اعتبرت أستاذة العلوم الإسلامية، ريم محققي، أن هذه المناشير التابعة لكتيبة الخنساء داخل “داعش”، التي تحاول اجتذاب النساء، من خلال تسويق نظرة مشرقة عن نمط حياة المرأة داخل هذا التنظيم، هو نوع من الدعاية يندرج في إطار “عرض يريح من التفكير ويحرر من الأعباء”. وحذّرت أن السلاسة الفكرية لـ “داعش” هي أحد أدوات النجاح في استدراج النساء وتجنّب وحشية التنظيم كلّيا ضد الخارجين عنه أو ضد غير المسلمين ولا ضد الرافضين الانصياع لأوامره.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات